في أواسط القرن الماضي، ولد المطرب "سدوم" في منطقة "تامورت أنعاج" في ولاية تكانت وسط البلاد، ونهل من معين فن لا ينضب من خلال أسرته العريقة في الفن الأصيل "أهل أيده" وذلك مع بدايات شبابه، حيث امتاز بصوت شجي اكتشفه الجمهور، مبكراً، عبر أغاني فريدة، كانت ما بين قصائد لهجية "حسانية" وأخرى باللغة العربية الفصحى.اشتهر سدوم ولد أيده بجمال الفن لحسن صوته، وصدحت حنجرته الذهبية بأشعار (المتنبي، وأحمد شوقي، وعبدالرحيم البرعي، وقيس بن الملوح)، وغزت أغانيه كل بيت موريتاني، وتاهت مع البدو الرحل في أعماق الصحراء، كما سافرت إلى دول الجوار مع عشاقه الشباب، أينما حلوا وحيثما ارتحلوا.تنسم صوت الفنان "سدوم ولد أيده" الرياح مع عشاقه على معظم الأحقاف وفوق الرمال الرخوة وعلى ضفاف الشواطئ في موريتانيا، وكانت قصائد عبدالرحمن البرعي عامل جذب روحي ساهمت مع جمال صوت الفنان في جذب آلاف المتعطشين لسماعه، وهو يحكي في بداية مشواره الفني الحافل بالمتعة والإغراء .ولم يهمل أيقونة الفن سدوم ولد أيده، إنشاد بعض من روائع الأدب العربي الإسلامي في بلاد شنقيط، شكل الفنان سدوم، مع أخيه الخاليفه ولد أيده، والفنانة ديمي بنت آبه ثلاثياً ملأ الدنيا، وشغل الناس وأبهر عشاق الأغنية في موريتانيا.وفرق الموت المفاجئ بينهم، حيث رحل الفنان الخاليفه ولد أيده سنة 2001، ولحقت به الفنانة ديمي بنت آبه سنة 2011، تاركين وراءهما الفنان سدوم ولد أيده ، وكدر صفوه رحيلهما عن دنياه بعد رحلة طويلة مع الفن، جعلت الموريتانيين حبيسي ما أنشدت حناجرهم الرائعة من أشعار عربية وحسانية فصيحة .