الاستثمار في قطاع الطاقة بالشرق الأوسط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا/ بقلم :معتصم الحارث الضوّي

خميس, 2022-07-07 01:31

عقدت مؤسسة أبيريو للاستشارات المؤسسية (www.aperio-intelligence.com) ندوة إسفيرية بالعنوان أعلاه يوم 25 مايو 2022.ذكرت لاريسا نورمنتنLarissa Normanton ، مديرة شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى مؤسسة أبيريو، بأن الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الاقتصادية اللاحقة قد أدت إلى خروج الشركات الكبرى من روسيا، وبحثها عن أسواق جديدة للاستكشاف والاستثمار، علاوة علىالبحث عن وسائل مستحدثة لدعم خطوط الإمداد العالمي، مع التركيز بطبيعة الحال على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أوضح نيثن بايبر Nathan Piper، مدير البحوث في قطاع النفط والغاز لدى شركة إنفستك Investec أن الزيادات في أسعار الوقودالأحفوري لم تقع بسبب الحرب الأوكرانية فحسب، بل إن المنحى قد بدأ منذ مطلع العام الجاري نتيجة للطلب المتزايد على النفط والغاز، وتبعا للسياسات التي انتهجتها مجموعة أوبك+ منذ أغسطس 2021، باعتبار روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، علاوة على محاولات بعض الدول الأخرى توظيف الموقف الراهن لتعزيز نفوذها في الساحة الدولية.
أضاف بأنه يعتقد أن الدول المنتجة الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط، وهي السعودية والإمارات وإيران، ستحافظ على تنسيقها مع روسيا بهدفالتحكم في سوق الطاقة العالمية.
أما د. كارول نخلة Carole Nakhle مديرة شركة كريستول للطاقة Crystol Energy، فقالت إن تتابع الكوارث العالمية؛ بدءا من جائحة كوفيد-19، والتي أعقبها الاجتياح الروسي لأوكرانيا، ومشكلة نقص الغذاء على الساحة الدولية، وتهافت سلاسل الإمداد، وكارثة التضخم عالميا
قد أدت مجتمعة إلى مشكلات هيكلية ستبقى مؤثرة على قطاع الطاقة والاقتصادات الوطنية لسنوات طويلة، علاوة على الانهيار الاجتماعي.
أشارت د. كارول إلى أن تعميم الحديث عن إقليم الشرق الأوسط يحمل تبسيطا مُخلا، إذ تتباين الاقتصادات بشكل كبير بحسب الإنتاج من النفط
والغاز. كما أوضحت أن العلاقة بين روسيا والدول الشرق أوسطية قد شهدت تناميا ملحوظا خلال الأعوام الماضية، وتُوّجت تلك العلاقة في
ديسمبر 2016 بتوقيع اتفاقية أوبك+ التي فُرضت في الأصل لستة شهور، ولكنها ما زالت سارية حتى الآن بسبب التعقيدات الناجمة عن تداخل
السياسة والمصالح الاقتصادية، وأشارت إلى التوقعات قُبيل ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية بأن فوز جو بايدن سيؤدي بالضرورة إلى
المزيد من التقارب بين روسيا ودول الشرق الأوسط، وذكرت بأن إحدى النتائج الساطعة، على سبيل المثال، كانت المواقف الأقرب إلى الحياد
إزاء التدخل الروسي في أوكرانيا.
وعن تأثير التناقص في إمدادات الطاقة الروسية على دول الاتحاد الأوروبي، أبانت د. كارول نخلة أن الدول الأوروبية قد فطنت منذ التسعينيات
إلى خطورة الاعتماد على روسيا، ولذا تناقصت النسب من 75% في تلك الآونة إلى نحو 40% في الوقت الحاضر، وأن الوضع الأوكراني قد
أدى فقط إلى تسريع ذلك التوجه/ المنحى، وأن السباق القادم سيكون بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الشرق الأوسط في تزويد أوروبا
باحتياجاتها من الوقود الأحفوري. على صعيد آخر، فإن تزايد الاهتمام الأوروبي بالحصول على الوقود الشرق أوسطي الأرخص تكلفة قد يؤدي
إلى تنافس بين روسيا والشرق الأوسط، وفي المقابل فإن بحث الروس عن أسواق بديلة لمنتجاتهم في الدول الآسيوية قد يؤدي إلى تنازع بينهم
والشرق الأوسط الذي يعُد الدول الأسيوية من أسواقه الرئيسة.
بدوره قال أيان سيم Ian Simm، مستشار المعلومات في قطاع الطاقة لدى مؤسسة أبيريو إن تخصيص السعودية لمبالغ طائلة في تطوير التقنيات
والأساليب المستخدمة في العمليات، علاوة على اهتمامها بالطاقة المتجددة لتغطية احتياجاتها من الكهرباء.. إلخ، قد أدى إلى تناقص التكلفة
وتعزيز إنتاجها، وأضاف بأن الخطوة المنطقية التالية للسعودية هي تصدير الهيدروجين باعتباره الوقود المستقبلي.
كما تطرق إلى السيناريوهات المختلفة لتطوير الإنتاج في منطقة الشرق الأوسط وخاصة بالتعاون مع الشراكات الأجنبية، ومن ضمنها السعودية
والإمارات والبحرين ولبنان، قائلا إن المنطقة الكردية في العراق تُشكل احتمالا مرجحا إذا ما سمحت السلطة المركزية.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة أبيريو للاستشارات المؤسسية تزود الشركات بالمعلومات المالية والسياسية والإجرائية والقانونية اللازمة لاتخاذ
قرارات إدارية ومالية صائبة بناء على معطيات دقيقة، وخاصة عند ولوج الأسواق الجديدة.
يمكن الاستماع للتسجيل الصوتي للفعالية على موقع مؤسسة أبيريو:
https://www.aperio-intelligence.com/2022/06/09/navigating-energy-investm...