رجل بحجم أمة بقلم : ماموري ولد بيدالي " مقال"

جمعة, 2022-06-24 11:09

منصة أهل النعمة تعيد نشر مقتطفات من تاريخ رجل بحجم أمة للكاتب الشاب ماموري ولد سيدي محمد ولد بيدالي.
ماموري يروي في هذه المقتطفات تاريخ أول عمدة عرفته بلدية النعمة وأهم محطاته السياسية.
تنويه :سيتم عرض هذه المقتطفات على شكل حلقات متتالية.
الأولي

في ليلة شتوية من ليالي النعمة الباردة؛ المعروفة محليا (ببرد أنخل) سنة 1949 وفي منزل من منازل المدينة الذي تم تشييده على الطراز المعماري النعماوي الجميل، رزق رجل البناء وصاحب الخط الجميل "محمد أمبارك ولد قابوا"، الذي درس المدرسة في عهد المستعمر الفرنسي بدولة مالي الشقيقة، وكان من زملائه في الدراسة أول رئيس لجمهورية مالي "موديبو كيتا"، والمرأة الزاهدة العابدة "أمنتيني منت ولبيْ"، بولدهما البكر، الذي أختار له والده بعد سبعة أيام من الأسماء أجملها "محمد عبد الله".

نشأ محمد عبد الله كجميع أطفال المدينة آنذاك واتسم منذ نعومة أظافره بحدة ذكاءه، فكان متفوقا على أقرانه منذ الفصل الأول (CP1)، وبعد إكماله مرحلة التعليم الإبتدائي إلتحق سنة 1962 بمدرسة تكوين المعلمين في نواكشوط ليتخرج منها سنة 1965 معلما مزدوجا،وكان طيلة فترته في مدرسة تكوين المعلمين محل إعجاب معلميه، الذين كانوا يثنون عليه أحسن الثناء.

كان محمد عبد الله نموذجا للفتى الطموح! إذ كان له أثر السبق في طلب العلم والتعلم، فهذا صديقه وأحد رفقائه منذ الصغر "عربي أم ولد صابوا" يقول عنه: (كان محمد عبد الله هو الوحيد المتعلم بيننا، وقد تفرقنا منذ الصغر لأعمال البناء والزراعة، ولكنه كان أمهرنا في تلك الأعمال "وكان إذا تكلم في العلم أنصت له الجميع، و إذا حدث صدق، وإذا وعد لم يخلف، وإذا أتُمن لم يخن").

بعد تخرجه من مدرسة تكوين المعلمين تم تحويله إلى مدينة أطار لمدة سنة من 1966-1967،ومنها إلى ولاية الحوض الشرقي بالتحديد مقاطعة "جكني" التي درس فيها الفصل الأخير (CM2) حيث حصل تلاميذه جميعا في سنة 1967- 1968 على شهادة ختم الدروس الإبتدائية، وكانت سابقة من نوعها ليتم تكريمه من طرف وزارة التعليم في تلك السنة وتحويله إلى عاصمة ولاية الحوض الشرقي بطلب من والي الولاية سنة 1968، الشيئ الذي رفضه ساكنة "جكني" وبشدة.
بعد أعوام من الخدمة أجرى محمد عبدالله مسابقة الكفاءة المهنية (CAP) وأحتل المرتبة الأولى في تلك السنة.

عاد محمد عبدالله للتدريس في مدينة النعمة التي تم تحويله منها قسرا إلى مدينة "آلاك" بعد انضمامه للكادحين. ليعود في نفس السنة للتدريس بالمدرسة رقم 1 التي سيتولى إدارتها بعد ذالك، وخلال العام الدراسى 1984 - 1985 تم تحويل محمد عبدالله إلى إعدادية النعمة التي بقي فيها حتى إنتخابه عمدة للبلدية.

كان رحمه الله يحب خدمة الآخرين ووهب لذالك كل حياته، وكان شهما أديبا أريبا،متواضعا خلوقا، طيب النفس حسن المعشر، مما استوجب محبة الناس له يقول "جد ولد مولود" الملقب (جدو ناما) خليل وصديق أب ولد الزقوري:
" محمد عبد الله شخص استثنائي ذكي ومتواضع، رغم ماوصل إليه من مراتب وما حققه من طموحات، لم يتغير علي يوما كان كما عرفته إلى أن أخذ الله أمانته".
يتبع.......
نقلا من منصة أهل النعمة