شهدت حاضرة مقاطعة كوبني زوال يوم الأحد الاعلان عن النتائج النهائية لمسابقة نائب المقاطعة فاطمة منت اعل محمود لحفظ وتجويد القرآن الكريم، حيث تم التعرف على الفائزين من بين ما يزيد على 90 طالبا، أشرفت على تحكيم المسابقة لجنة من العلماء وشيوخ محاظر من عدة بلديات بمقاطعة كوبني.
إعلان النتائج تم بحضور حاكم المقاطعة ممثلا لوالي ولاية الحوض الغربي، وعمدة بلدية كوبني وعدد من قادة السلطات الأمنية في المنطقة، بالإضافة إلى أعضاء لجنتي التحكيم والإشراف، والمشاركين في المسابقة وبعض ذويهم.
فعاليات الحفل
حفل الاختتام بدأ بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم شنف بها آذان الحضور الفائز الأول في المسابقة يوسف ولد خطري، ثم أحيلت الكلمة إلى حاكم مقاطعة كوبني محمد حرمة ولد محمد المختار شكر في كلمته القائمين على المسابقة مهنئا الفائزين بالمراتب المتقددمة، كما نوه بالمجهود الذي تقوم به النائب فاطمة منت اعل محمود في كل مجالات الحياة على مستوى مقاطعة كوبني، وقال إن هذا المجهود يندرج في صميم ديناميكية الدولة الموريتانية والتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وبرنامجه الانتخابي، الذي تعمل الحكومة على تنفيذه معلنا في الختام عن انطلاق فعاليات توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة.
بدوره عمدة بلدية كوبني عثمان ولد سيدي أحمد لحبيب، شكر النائب على المسابقة التي تعد الأولى من نوعها في المقاطعة، والتي من شأنها أن تشجع أهل القرآن وتخلق جوا من النتافس الإيجابي الذي يخدم المصلحة العامة للبلد ومصلحة الساكنة، مضيفا أن المحظرة هي من تعلمنا الدين والقيم والأخلاق الحميدة.. مشيدا بدور لجنة التحكيم والطلبة الذين تفرغوا جميعا لمواكبة فعاليات المسابقة.
وقال إن الأمر يستدعي من الجميع تنظيم تظاهرات من هذا القبيل سواء تعلق الأمر بالمنتخبين أو الأطر، فقد مهدت النائب الطريق أمام الجميع.
الإمام، بادي ولد محمد المختار: أعظم خدمة قدمتها النائب للمقاطعة هي هذه المسابقة
الإمام والخطيب الداعية بادي ولد محمد المختار، ثمن هذا ما قامت به النائب فاطمة منت اعل محمود واصفا إياه بالأول من نوعه وذلك بتنظيم مسابقة للقرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، مسابقة ـ يقول الإمام بادي ـ تتنافس فيها طلاب القرآن وأشرف عليها أهل القرآن المختصين فيه واستمرت حوالي 10 أيام، وقد واكبت النائبة هذه الجهود يوميا حيث كانت تراقب مع اللجنة، ومع الطلاب، تستمع إلى القرآن الكريم، هذا جهد عظيم يثمن ويشكر لها جزاها الله خيرا، لقد قدمت خدمة عظيمة لا كالخدمات السابقة، التي كانت تقدمها لساكنة مقاطعة كوبني.
وأضاف: إن أي فرصة تجعل الطلاب يتنافسون في حفظ وتجويد كتاب الله عز وجل تعد أعظم خدمة يمكن أن يقدمها المسلم لإخوانه المسلمين، فكتاب الله عز وجل هو الشرف وبه العزة والقوة للمسلمين، لأنه كلام الله ولأنه حبل الله المتين، من اتجه إلى كتاب الله دراسة وتعليما وتشجيعا، فقد الله، الله وعليه أن يحمده سبحانه وتعالى على أن من عليه بذلك.
كما ثمن السيد بادي، دور لجنة التحكيم وحرصها على نجاح المسابقة، شاكر جميع طلاب القرآن الكريم الذين شاركوا فيها، مشيرا أن النسخ القادمة من المسابقة ستشهد منافسة شديدة وستكون اللائحة طويلة، وشاقة على لجنة التحكيم.
بعد كلمة الإمام بادي ولد محمد المختار توالت كلمات المشاركين في الحفل حيث ثمن الإمام محمد محمود ولد الطلبة هذه المبادرة التي وصفها بالأولى من نوعها، مضيفا أنه يعرف المقاطعة التي كانت توجد بها محاظر متفرقة في البوادي، وبعد التقري تم تأسيس عدة محاظر في المدينة قامت السيدة النائب بفتح العديد منها بالإضافة إلى معهد ورش، الأمر الذي قفز بالمقاطعة قفزة نوعية.
رئيس لجنة التحكيم الإمام السالك ولد الشيخ، تحدث في مداخلة رصينة عن القرآن وفضله، شاكرا شيوخ المحاظر والطلاب الذين تنافسوا في هذه المسابقة، على جهودهم الجبارة التي لولاها لما اقتطفنا هذه الثمار اليانعة ـ يقول الإمام السالك ـ ولما استمعنا لهذه الحناجر الندية الجميلة ترتل آي الذكر الحكيم، سائلا الله أن يتقبل أعمالهم.
وأضاف: لقد جرت المسابقة في ظروف جيدة ولم يكن هناك موجه لنا كلجنة تحكيم سوى العدل والإنصاف لذى أتت أكلها، بعصارة ونخبة من الطلاب الذين كانوا يتنافسون لاحتلال المراكز الأولى.
وشكر ولد الشيخ، النائب فاطمة منت اعل محمود الراعي الرسمي للمسابقة، قائلا: لقد وفقها الله سبحانه وتعالى توفيقا كبيرا لخدمة القرآن الكريم.
بدوره المتحدث باسم المتسابقين الطالب يوسف ولد خطري شكر نائب كوبني على تنظيم المسابقة واصفا إياها بصاحبة الهدايا والعطايا والجود، شاكرا الله الذي وفقها للبذل في أوجه الخير، البذل في كتاب الله تعالى تعلما وتعليما، مدارسة وتجويدا، ولها الشرف والرفعة والذكر الحسن بين الأنام، لاهتمامها بالقرآن وأهل القرآن، حسب تعبيره.
كما شكر والديه الذين أرشداه إلى درب العلم والمعرفة، وخص بالشكر والذكر أساتذته الكرام خاصة الشيخ بادي ولد محمد المختار الذي كان له ناصحا ومرشد ومعلما ومربيا، دون أن ينسى الشيوخ والزملاء والساسة والأطر لما بذله الجميع خدمة للمواطنين.
ثم تحدثت ممثلة النساء التي شكرت النائب على هذا المجهود راجية التوفيق والموفقية للجميع.
السيد سيدي أب ولد سيدي عبد الله المتحدث باسم ذوي المشاركين في المسابقة، شكر بدوره النائب وجميع المتسابقين متمنيا لهم مستقبلا واعدا في مجال القرآن العظيم.
النائب فاطمة منت اعل محمد: لايوجد فائز وخاسر في هذه المسابقة القرآنية
الراعي الرسمي للمسابقة السيدة النائب فاطمة منت اعل محمود، هنأت الجميع على نجاح النسخة الأولى من المسابقة، مشددة أن الجميع فائز لأن المقام مقام كتاب الله والزمان العشر الأواخر من شهر رمضان، وأضافت في كلمتها:
هانحن بعد أيام من انطلاقة مسابقة حفظ وتجويد القرآن الكريم، نتوج أواخر هذا الشهر الفضيل، بإعلان نتائج المسابقة، التي لايمكن أن يكون فيها فائز وخاسر، بل فائز وفائز، لقد فاز الجميع تحكيما واشرافا ومشاركة، حزتم الأجر والثواب لقوله ﷺ ": الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق، له أجره مرتين" متفق عليه.
إن ما كنتم تتسابقون لتكريسه وجدانيا من خلال مطارحات جعلتنا نعيش القرآن ونتدبره قد تحقق، ونحن في الزمان والمكان المناسبين في العشر الأواخر من شهر رمضان شهر القرآن، وبين أكنافكم أنتم، أهل الله وخاصته.
وقالت منت اعل محمود، إنها تنتهز الفرصة لتشكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في انجاح هذه النسخة التي شارك فيها 96 من حفظة كتاب الله وهو رقم "يجعلنا نفخر بشبابنا الذين يتمسكون بالإرث الحضاري لهذه المقاطة بل وللوطن بشكل عام.
وحري بنا هنا أن نثمن الدور البارز الذي تقوم به عدة قلاع قرآنية، في المنطقة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- معهد الإمام ورش بفرعيه ( كوبني و لقليك )
- محظرة محمد بن إن في بوطليحية
- محظرة محمد محمود بن سيدي ولد ارمظان في الحاسي
- محظرة أهل البان في كوبني
- محظرة الشريف عبد المومن في كوبني
- محظرة الهدى والمعارف بحي الجسر كوبني
- محظرة أهل الطلبه بكوبني.
- محظرة لل، الرزام
- محظرة أهل ملاي اسماعيل، كبير
- محظرة الشيخ محمدالنافع بن عبيد، اتريدات الشرقية
- محظرة أهل خطري، اتريدات الغربية
- محظرة سيدي محمد بن اكبادي في أم لحمام، لقليك.
وغيرها كثير، التي تشكل رافدا أساسيا لتخريج حفظة كتاب الله، ولولاها لما حصلنا على هذا الكم المعتبر من المتسابقين".
وأضافت: لقد كانت هذه النسخة لبنة صلبة تتأسس عليها النسخ اللاحقة، والتي نأمل أن تستجيب لجميع آمال وتطلعات المشاركين فيها، حتى تكون مقاطعة كوبني قلعة من قلاع القرآن الكريم، فمن تمسك به، نُفخت فيه روح الهداية والتوفيق لكل خير، واستنار بالنور الذي يبدد ظلام الجهل ويهدي صاحبَه إلى سواء الصراط.
مرة أخرى أشكركم جميعا، وإلى أن يتجدد اللقاء في النسخة اللاحقة، جعلني الله وإياكم من " ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُۥٓ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمْ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ"
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الفائزون وقيمة الجوائز
بعد كلمة النائب منت اعل محمود تم توزيع الجوائز والتكريمات على المتسابقين، وجاءت النتائج على النحو التالي:
المركز الأول 500 ألف أوقية، كان من نصيب الطالب يوسف ولد خطري.
المركز الثاني 300 ألف أوقية، للطالب الكاه ولد محمد ابلال.
المركز الثالث 200 أوقية، منحت مناصفة بين الطالبين عبد الله بن محمد فال، ومحمد فال ولد الطالب محمد، لتعادلهما في النقاط الممنوحة من طرف لجنة التحكيم.
وتشجيعا من راعية المسابقة لبعض الحالات الاستثنائية تم خصص جائزة خاصة لمشارك من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأخرى لإحدى المشاركات تشجيعا للعنصر النسوي.
وبذلك يسدل الستار على النسخة الأولى من جائزة نائب كوبني فاطمة منت اعل محمود لحفظ وتجويد القرآن الكريم.