وما على البدر أنْ قالوا به كَلَفٌ °° ولا على المسك إن المسك مفتوت
وطالما أُصلي الياقوتُ جمرَ غضى °° ثم انطفى الجمرُ والياقوت ياقوت
من الأشياء التي حببت إليّ الزعيم الرئيس لمؤسسة المعارضة الديمقراطية إبراهيم ولد البكاي, وجعلتني أقدره كامل التقدير, وأجله كامل الإجلال؛ هي أنه رجل له تجربة ثلاثين سنة في العمل النضالي الحقوقي والسياسي والخيري, وكان مشاركا في كل التيارات والحركات ومنطلق بعضها كـ(إيرا) كان من بيته, ومع ذلك لم يحمل يوما خطابا تفريقيا عنصريا, ولم يتبنى لغة العنف والتحريض, ولم يسوق لنفسه يوما بل ظل يخدم الرجال ويقدمهم لما يراهم أهلا له, فمنهم من لم يزل مصرحا بذلك مقدرا له, ومنهم من تنكر وتنكب الطريق.
لم يكن الزعيم طيلة الفترة الماضية رجل عداوات ولن يكون, بل كان الجميع يلتفون حوله وإن خالفوه التوجه, فهو بحكمته وحنكته يعامل الجميع كل وما يليق به من ود وتقدير واحترام, وبتوافقيته تلك ظل لسنوات يهدئ بعض المغاضبين من جماعته داخل تواصل, حتى تم احتواء بعضهم, وانسحب آخرون, ولم يؤثر انسحابهم على قاعدته وتمركزه في الحزب بل لا زال كما كان تموقعه ورضاه والرضا عنه، بل يمكن أن يُقال إنه ارتاح نفسيا بعد انسحاب بعض من كانوا يشغلونه بمغاضبتهم.
وكما قلناها مرات عديدة في أكثر من مكان؛ نجددها اليوم:
لقد كان حزب تواصل مُوفقا في اختيار رجل توافقي, استطاع لسنوات أن يعمل بصمت, وأن يكسب ود الجميع, وليست لديه خصومات مع أحد, حتى مسعود ولد بلخير الذي كان من المؤمنين بمشروعه السياسي والحقوقي وعمل معه لأكثر من عشرين سنة، وحزب تواصل أدرك القيمة الكبرى لإبراهيم ولد البكاي حين صارع النظام في الميناء في الانتخابات البلدية الأخيرة, حتى كاد البعض أن ييأسوا فلم ييأس الزعيم, حتى فُرض على النظام أن يعيد فرز أصوات الشوط الثاني بقرار من المحكمة العليا, ثم فُرض عليه أخرى شوط ثالث حصل ما حصل فيه من خروقات يعلمها الجميع, وتمت مكافأة الزعيم بمؤسسة لها ثقلها كمؤسسة المعارضة الديمقراطية، فكان خليقا لرئاستها, وهي في نظري قليلة في حقه.
وله قاعدة شعبية كبرى ليس في معقله الميناء فحسب, بل في كل ولايات الوطن, والحفاوة التي يلقى في كل زياراته دليل على ذلك.
وحين نعود إلى الميناء نجده المسؤول صاحب المنصب الدستوري الوحيد الذي يقيم فيها حاليا, وقد عرض عليه بعد توليه للزعامة أن يقيم في سواها من الأحياء الراقية فأبى, رافضا أن يغادر شعبيته وناسه الذين لطالما وقف معهم في محنه, فما من أحد من سكان الميناء إلا للزعيم عليه فضل, وأياديه البيضاء في عمل البر عليه جارية, هذا يعلمه كل من يعرفون الرجل.
بقلم : ولد محمد الزين