واقع وآفاق الصراع الروسي الأمريكي الأوروبي/ بقلم: امود ولد أمد

اثنين, 2022-03-14 00:37

قام الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي مؤخرا بعرض مقطع فيديو يؤكد أنه مازال داخل العاصمة الأوكرانية كييف، مع أن المعطيات والواقع والمعلومات تأكد أن العاصمة الأوكرانية لم تعد آمنة وخاصة للرئيس زيلينسكي والقيادات الحكومية الاوكرانية الأخرى ما يؤكد أن الرئيس تم ترحيله الى احدى دول اوروبا،
وما استنتجته من تلك الحركة اللتي من المؤكد انها لم تأتي بشكل عفوي بل تم التحضير لها وتسويقها اعلاميا اكثر من اللازم أن الخطة الاستراتيجية للمعركة المقبلة ستدار من خارج الأراضي الأوكرانية وخاصة بعد اقتراب ساعة الصفر من دخول الوحش الروسي للعاصمة كييف لأن الفيديو الذي صوره زيلينسكي ربما صور بأيام قبل عرضه وإذا افترضنا تأكد ذلك الخبر فمن المؤكد أيضا أن هنالك الكثير من الفيديوهات التي تم تصويرها في اماكن مختلفة من العاصمة الأوكرانية كييف وربما في مدن اخرى من اوكرانيا في ظروف مختلفة تتماشى مع نتيجة الدمار والتصعيد العسكري في الأيام المقبلة تبرهن هي الأخرى على تواجد الرئيس الاوكراني في العاصمة او في اماكن اخرى من البلاد ومن المؤكد ايضا أنه سيتم عرضها حسب الاوضاع العسكرية والسياسية لحكومة كييف، أولا لرفع معنويات الجنود الأوكرانيين والفيلق الدولي المتطوع وخلق بعض من الإيمان بمشروع تطهير اوكرانيا من الغازي الروسي من جهة، و لتهبيط معنويات الجيش الروسي والمتطوعين الروس من جهة اخرى، فبقاء الرئيس والحكومة الأوكرانية في اوكرانيا مع التطورات المتسارعة على الصعيدين العسكري والسياسي في المنطقة يؤكد أن الرئيس وقادته العسكريين وحلفائه الاستراتجيين خططو جيدا لقلب موازين الحرب في الزمان والمكان المناسبين وأنهم متأكدين من نتائج ذلك التخطيط، ومع هذه (الاستنتاجات) المنطقية والمطروحة كبديل للواقع الميداني، ومع الفارق التاريخي واللوجستي بين الجيشين سيكون الجيش الروسي دائما مرتبك ومتأهب للمواجهة (الوهمية الواقعية) لأن الجيوش المتقدمة تعتمد في تحركاتها أساسا على المعلومات والاستنتاجات والمواقع الجو استيراتيجية للأهداف،

فحسب المعطيات المتوافرة لطبيعة الصراع الروسي الأوكراني الامريكي الأوروبي فإن معركة كييف ستدار من خارج الأراضي الاوكرانية وبعد سقوط كامل الاراضي الاوكرانية طبعا ستقوم الولايات المتحدة بإعداد سيناريو من البروباغاندا الاميركية يتضمن أن القوات الخاصة الامريكية (دلتا) دخلت الاراضي الاوكرانية بدون ان يشعر الجيش الروسي وقامت بإجلاء الرئيس الاوكراني زيلينسكي ، وباقي السيناريو معروف طبعا، وهو إقامة جبهة سياسية عسكرية اوكرانية بقيادة الرئيس زيلينسكي في إحدى دول اوروبا للنضال من اجل تحرير اوكرانيا وإعادة اعتماد الحكومة الديمقراطية الشرعية الوحيدة لأوكرانيا من اجل خلق نوع من التوازنات السياسية الإقليمية في المنطقة ليكون ذاك مببرا لتواجد حلف الشمال الاطلسي (الناتو) في المنطقة كنوع من التشويش على السياسة المستقبلية لموسكو وكدرع سياسي وعسكري في وجه تقدم الجيش الروسي نحو اوروبا، وستكون اوكرانيا الساحة الجديدة للصراع الروسي الاوروبي الامريكي كما كانت فييتنام ايام الحرب الباردة،
اما مايخص قدرة الجيش الروسي على حسم المعركة الاوكرانية وتطهير كييف من السياسة النازية والإملائات الاوروبية الاميركية فهي مسئلة وقت لا ازيد فالقدرات العسكرية واللوجستية للجيش الروسي تفوق اضعاف اضعاف القدرات العسكرية وللوجستية لدول اوروبا مجتمعة
والساحة السياسية الدولية بدأت تتشكل في قالب جديد منذ بدأ الاجتياح الروسي لاوكرانيا والنتائج بعد الحرب ربما تكون صادمة وغير متوقعة