خلدت الشرطة الموريتانية يوم الـ18 دجمبر المصادف لليوم العربي للشرطة، وذلك خلال حفل رسمي في مقر الإدارة العامة للأمن الوطني، لأول مرة في تاريخ القطاع، حيث كانت الفعاليات المخلدة للعيد تنظم في المدرسة الوطنية للشرطة.
الحفل ترأسه وزير الداخلية واللامركزية محمد سالم ولد مرزوك والفريق مسقارو ولد سيدي المدير العام للأمن الوطني وبحضور وزيري العدل والدفاع ومفوض حقوق الإنسان وقادة الأركان اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ورئيس المحكمة العليا والمدعي العام لدى المحكمة العليا والمدعي العام لدى محكمة الإستئناف ووكلاء الجمهورية في نواكشوط وولاة الولايات وطاقم مركزي في وزارة الداخلية في مقدمته الأمينة العامة للوزارة، ورئيس الهلال الأحمر الموريتاني وونقيب سلك المحامين والمدير المساعد للأمن والمدراء المركزيين والمدراء الجهويين للأمن في نواكشوط ووزراء سابقين للداخلية ومدراء سابقين للأمن الوطني وشخصيات متقاعدة في قطاع الشرطة الموريتانية وعشرات الضباط العاملين في نواكشوط من بينهم قادة تجمعات حفظ النظام في نواكشوط وبعض المفوضين المركزيين والمفوضين في نواكشوط وشخصيات أخرى. وقد تميز الحفل بدقة التنظيم وتخللته إنعاشات أدبية، وتم خلال تكريم عدد من ضباط الشرطة وضباط الصف والوكلاء، تثمينا من الإدارة العامة للأمن الوطني للدور الذي قاموا به خلال هذه السنة.
الحفل كان مناسبة للمدير العام للأمن الوطني الفريق مسقارو ولد سيدي، حيث ألقى كلمة سلط فيها الضوء على الإنجازات التي تحققت في قطاع الشرطة الموريتانية والمشاريع المستقبلية، حيث تحدث ولد سيدي على المستوى "الهيكلي" عن ملائمة مهام الإدارة العامة للأمن مع "التحديات المتجددة عبر إعادة توزيع الإختصاصات بين الإدارات المركزية بصورة متوازنة تضمن لها أداء عملها بسرعة وفعالية". مضيفا أن تم: "استحداث إدارة خاصة بالشرطة الفنية والعلمية وأخرى خاصة بالمعلوماتية والإتصالات"، وتم توزيع "مهام الإدارة السابقة للشرطة القضائية والأمن العمومي بين إدارتين جديدتين، إحداهما معنية بالشرطة القضائية والثانية بالأمن العمومي"، واستحداث: "مكتب مركزي لمكافحة تهريب المهاجرين والإتجار بالبشر"، تعزيزا للجهود المبذولة في مواجهة الظاهرة العابرة للحدود"، و"إعادة هيكلة مركز الشرطة في كوكي وكافة الفرق الخاص بالقصر المتنازعين مع القانون في ولايات نواكشوط وداخلت نواذيبة لتصبح مفوضيات خاصة.
وحول مكافحة جرائم الإعتداء على الأرواح والممتلكات، قال الفريق مسقارو ولد سيدي إن: "مصالح الشرطة الوطنية عملت بتفان وإخلاص، سبيلا لاستتباب الأمن والسكينة، وفي هذا المجال حققت نجاحات باهرة، تكللت بتوفيق جميع مرتبكي الجرائم الخطيرة المسجلة من جهة، وبتراجع ملحوظ في نسبة الجريمة بشكل عام".
وأعلن المدير العام للأمن الوطني الفريق مسقارو ولد سيدي قائمة سرايا حفظ النظام ومفوضيات الشرطة التي تم استحداثها، وتحدث عن الإنجازات في مجال مكافحة الإتجار والاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات النفسية، متحدثا عن 308 محضرا في قضايا المخدرات وحجز1.415 من المخدرات و5.251 من الحبوب المخدرة،
وحول محاربة الهجرة غير الشرعية، أعلن المدير العام للأمن الوطني عن تفكيك 53 شبكة للتهريب والمتاجرة بالبشر، كما تحدث عن توفير صندوق الشرطي لكميات معتبرة من مختلف المواد الغذائية المدعومة بلغت 310 أطنان تم بيعها للمستفيدين بأسعار مخفضة، فيما أعلن الفريق ولد سيدي عن: "زيادات نوعية غير مسبوقة، سواء تعلق الأمر بالموارد البشرية أو بالوسائل المادية والتقنية للمديرية العامة"، متحدثا بالتفصيل عن الموارد البشرية التي أعلن في إطارها عن: "تنظيم مسابقة داخلية لاكتتاب ثلاثين مفتشا من بين ضباط الصف، تلتها مسابقتان خارجيتان لاكتتاب ثمانية ضباط فنيين وخمس مائة وكيل".
كما أعلن الفريق مسقارو ولد سيدي المدير العام للأمن الوطني، عن الجهد الذي بذل في مجال تطوير مهارات الكادر البشري، ضاربا المثل بإرسال بعثات من الموظفين من مختلف: "الرتب والتخصصات إلى الخارج للاستفادة من تكوينات وتدريبات متخصصة في مختلف العلوم الشرطية.
كما استفاد رؤساء الأقسام بالمديريات الجهوية والمفوضيات الخاصة والعمومية من دورات تدريبية".
وكشف المدير العام للأمن الوطني عن تحسين الظروف المادية للأفراد، "على إثر الإستقلال المالي الذي حصلت عليه الإدارة العامة للأمن الوطني خلال السنة المنصرمة، فتمت زيادة بموجبها تمت زيادة الفرد شهريا بما يناهر 16%، في نفس الوقت تمت زيادة مخصصات الوظيفة بنسبة 15%، وزادت الإعاشة بنسبة 25%.
وحول البنى التحتية تحدث المدير العام للأمن الوطني عن مواصلة أعمال صيانة وترميم المباني القائمة، ذاكرا بالإسم المقرات التي تمت إعادة تأهيلها، وكشف عن حصول الشرطة الموريتانية لأول مرة على تجهيزات تقنية وعلمية متطورة، ستساهم بشكل كبير في تعزيز قدراتها على أداء مهامها المختلفة.
وتحدث الفريق مسقارو ولد سيدي عن نظامة الحماية والمراقبة العمومية لمدينة نواكشوط، الذي وضع الرئيس محمد ولد الغزواني حجره الأساس في شهر مايو الماضين، فقال إن هذا النظام تنوي الإدارة العامة تعميمه على كافة التجمعات الحضرية الكبرى، كما تحدث عن أهمية ودور المختبر العلمي والفني للشرطة.
وحول المعدات تحدث عن ما تم إقتناؤه منها وتوزيعها،
وأكد المدير العام للأمن الوطني الفريق مسقارو ولد سيدي أن الإنجازات التي تحققت: "ما كانت لتتحقق لولا العناية البالغة التي توليها السلطات العليا في البلد لتطوير وعصرنة الشرطة الوطنية من أجل تمكينها من القيام بدورها المحوري في بسط الأمن والسكنية على امتداد التراب الوطني".
وتقدم بالشكر إلى الشركاء الذين دعموا الإدارة العامة للأمن الوطني في جهودها: "الحثيثة لتطوير البنية التحتية وتحسين المهارات المهنية للشرطة".
وفي ختام كلمته قال المدير العام للأمن الوطني الفريق مسقارو ولد سيدي مخاطبا الضباط وضباط الصف والوكلاء في قطاع الشرطة الموريتانية: "إن المسؤوليات الجسام الموكلة إليكم، تتطلب مواصلة البذل والعطاء، بكل عزم وقوة، لتكونوا على مستوى آمال السلطات العليا وتطلعات المواطنين.
ولن يتحقق ذلك إلا ببذل الغالي والنفيس في خدمة الوطن والمواطن، وبالصرامة في تطبيق القانون والحفاظ على النظام والسكينة العامين، لتبقى بلادنا دائما آمنة ومزدهرة".
وزير الداخلية واللامركزية محمد سالم ولد مرزوك، قال في خطاب ألقاه بالمناسبة "يطيب لي بداية أن أتقدم إلى الشرطة الوطنية بأحر التهاني بمناسبة ذكرى عيدها الوطني، السادسة والثلاثين، التي تتزامن مع اليوم العربي للشرطة متمنيا لهذا الجهاز الأمني الهام مزيدا من حصد النتائج وتحقيق الأهداف.
وأضاف أن هذه الذكرى السنوية تأتي في ظرف خاص ومميز، من حيث تسارع وتيرة تطوير وعصرنة منظومتنا الأمنية، طبقا لمضامين برنامج نيل الثقة، برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني "تعهداتي" الذي يركز في محور "الحفاظ على الحوزة الترابية وحماية الوطن" على تعزيز قدرات قوات أمننا بالأفراد والمعدات وتعميم خدمات تقريب الشرطة من المواطن مع توفير الوسائل الكافية لهذا القطاع،حتى يتمكن من إنجاز مهامه المختلفة والمتشعبة.
وأوضح أنه في هذا السياق تتنزل الإنجازات الكبيرة التي تحققت هذه السنة لصالح الشرطة الوطنية، سواء تعلق الأمر بالموارد البشرية أو بالمعدات أو التجهيزات. مشيرا إلى أنه على مستوى تعزيز الموارد البشرية تم اكتتاب ثمانية ضباط فنيين و ثلاثين مفتشا و خمس مائة وكيل.
وبخصوص الوسائل والتجهيزات- يضيف وزير الداخلية واللامركزية- تتواصل أشغال بناء مقر مشروع الأمن والمراقبة لمدينة نواكشوط، الذي وضع فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حجره الأساس، في الرابع من مايو الماضي.
كما أشرفنا في الثالث من هذا الشهر على وضع حجر الأساس لبناء مقر المختبر العلمي والفني للشرطة.
أما على مستوى البنية التحتية والمعدات، فقد اكتمل بناء الإدارة الجهوية للأمن بولاية تكانت،إضافة إلى سبع مفوضيات في عدد من ولايات الوطن،وتم اقتناء 80 سيارة متوسطة وخفيفة لصالح الإدارات المركزية والجهوية.
ونبه وزير الداخلية إلى ان توفر هذه الوسائل والتجهيزات سيرفع من أداء وفاعلية شرطتنا الوطنية،خدمة لمنظومتنا الأمنية عموما، مضيفا القول: "من صميم برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني نمضي بعزم يذكيه الاهتمام بأمن المواطن وبسط السكينة في الوطن والحوزة الترابية".
وقال الوزير في كلمته: "... إن سلام وطمأنينة مواطنينا وأمنهم أمور ستظل في صدارة أولوياتنا، ولا مجال لأي تساهل في هذا الشأن، الذي يشكل التزاما صريحا قطعه فخامة رئيس الجمهورية على نفسه، في برنامجه الانتخابي "تعهداتي". وتحقيقا لهذه الغاية؛ وجه الحكومة "بتعزيز قواتنا الأمنية بالأفراد والمعدات، وتكييف مهامِّها باستمرار مع متطلبات تنمية حواضرنا". مشدد على أن: "هذه الأولوية سهلة الاستيعاب، وذلك لأن الأمن هو جوهر السياسات العامة، بل إنه أساسها وغايتها. فلا يمكن تحقيق أي هدف إنمائي إلا في كنف الأمن والسكينة.
ولقد تبنى قطاعنا، كجزء من خطة عمله الإستراتيجية 2020-2024، مواكبة لاهتمامات فخامة رئيس الجمهورية، رؤية تتلخص في إصلاح وتحديث الأجهزة الأمنية وجعلها قادرة على الإضطلاع بمسؤولياتها ضمانا للأمن وحفاظا على النظام العام في كل ركن من الوطن.
و في هذا الإطار تم الشروع في الإصلاحات المؤسسية واعتماد مقاربات لتحديث هيكلة الإدارة العامة للأمن الوطني.
و انطلاقا من ذلك تم التركيز على مكافحة الجرائم الخطيرة الداخلية والعابرة للحدود، كالمخدرات والهجرة غير النظامية و لهذا الغرض، تم استحداث مديرية للشرطة القضائية و شرطة جوية و حدودية و شرطة فنية و علمية، حيث تعنى كل منها بمهام فنية محددة فضلا عن أدوارها التكاملية العامة".
وأوضح وزير الداخلية أن قطاعه وبفضل الله أولا، والعمل بهذه الإستراتيجية والمضي في تنفيذها، من إحراز تقدم كبير هدفه حماية الوطن والمواطن وإرساء التنمية ودحر الإرهاب والعمل علي تجفيف منابعه، ماضين في الآن ذاته في حماية المؤسسات الديمقراطية وصون الحريات.
وقال إن هذه: "الاحتفالية تمثل في جوهرها تكريماً لذكرى رجال واجهوا قدرهم بشجاعة واستبسال، وكانت صلابتهم من صلابة وطن عريق، وعطاؤهم من فيض عطائه وعزتهم من علو قدره ومكانته.
ومازال رجال الشرطة الوطنية بتحملهم للمسؤوليات الجسام يواجهون التحديات الكثيرة وهم بذلك يسطرون مع أبناء شعبهم أروع البطولات، من أجل الحفاظ على سيادة الوطن ورفع رايته خفاقة فوق أحقاد الطامعين وكيد المتربصين.
وهنا نجدد التأكيد على أن سياسة وزارة الداخلية واللامركزية ، ليست قاصرة على الاستجابة لمتطلبات تقليدية جامدة، بل هي فى توافق متسارع وتفاعل متجدد ، مع كل ما يفرضه الواقع من متطلبات ومهام، تتكامل حلقاتها فى ملحمة أداء أمنى محترف ، لمواجهة كل أشكال الجرائم من خلال المضي في تنفيذ إستراتيجيتنا الأمنية المتكاملة، التي تعتمد في بعض جوانبها أيضا على توفير رصيد متجدد من المعلومات، وجهود متواصلة لمتابعة تطور الجريمة والتصدي لها، بهدف حفظ الأمن واستقرار النظام العام، وتأمين مكتسبات الوطن ومقدراته وهي أمور تفضي إلى انخفاض معدلات الجريمة وترسيخ الالتزام بالقانون والإسهام المباشر في تحقيق الانضباط".
وخلص وزير الداخلية مخاطبا كل أفراد القطاع إلى القول إن ملامح المشهد تنطق دون استئذان نيابة عنكم، بلغة الوفاء ومفردات العهد الصادق، بمواصلة الجهد والتضحية والعطاء، دعما لخطى المسيرة، لينعم وطننا الغالي بثمار التنمية والرخاء.
وقال الوزير ولد مرزوك: تمثل هذه المناسبة سانحة أخرى أتقدم من خلالها بالتهنئة للفريق المدير العام للأمن الوطني، ومن خلاله لكافة منتسبي الشرطة الوطنية،بمختلف رتبهم ومسؤولياتهم نظير ما تحقق من نجاحات ملموسة، في ضبط الأمن وبسط السكينة العامة على امتداد ترابنا الوطني".