من المعلوم أن النظام الذي خلفه الاستعمار لم يعمل بجد على تأسيس دولة مدنية لها مؤسسات تحتضن الجميع و تعد هذه من أكبر آثام لآباء المؤسسين "لموريتانيا"مما جذر أكثر "البيظانية السياسية" المتمثلة في سيطرة القبائل على المشهد برمته وقد ازداد الوضع سوءا
بمجيء الأنظمة العسكرية التي لم تجهد نفسها بالظهور بمظاهر الديمقراطية المرتبطة بالانتخابات دعك من الشكليات و مسرحيات الكوميديا السوداء فاللعبة في موريتانيا لم تزل تعتمد على شبكات القرابة والقبيلة فكل شيخ قبيلة يجب أن تكون له دخوله من فوائد التعامل مع الدولة مقابل أن يقوم هو بتجميع قطيع من الناس يتشكل أساسا من الفئات الهشة في القبيلة وهم العبيد والعبيد السابقين والصناع التقليدين هذا القطيع يضعه تحت تصرف النظام مقابل المنافع المذكورة آنفا.
ويبقى السؤال هل هذا التماهي بين النظام الحاكم (المؤسسة العسكرية ) والقبيلة (البيظانية السياسية) يعود إلى ضعف بنية المجتمع المدني الأحزاب السياسية النقابات النخب ؟التي يجب عليها والوضع هكذا أن تدعو إلى المحاصصة الشرائحية بعد عجزنا عن بناء دولة يشعر الجميع فيها بتكافئ الفرص أي بمعنى آخر الدولة الأمة كما تعرفها أدبيات العلوم السياسية الحديثة ومن هنا تصبح الدعوة للمحاصصة الشرائحية من منطلق ارتكاب أخف الضررين لأنه ليس من المعقول أن تستأثر شريحة واحدة بكل شيء وتبقى الشرائح الأخرى في مستنقع الظلم والتهميش وإن تبرمت من هذا الواقع ترفع في وجهها أوهام تهديد الأمن القومي الذي ينبغي علينا أن نعرف أن المحافظة عليه هي أن نحمي كل الشرائح من القهر.و الاستبداد
بقلم/إبراهيم ولد خطري