من الواضح جدا أن الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني يضع في سلم أولوياته حكومة وحدة وطنية، تجمع كافة المكونات السياسية في البلاد.
صافرة البداية كانت مع المرشح الرئاسي الأبرز بيرام الداه اعبيد ، الذي بدا أن في تصريحاته التي لم تتطرق إلى القضايا التي لطال ما كان الرجل يطرحها بلغة فيها مزيج من الحدة والصرامة.
نعم هي بداية شهر عسل بين زعيم حركة إيرا وزعيم النظام الجديد يتخلى فيها بيرام عن المشاكسة خصوصا أن النظام أدرك عشية فرز الاصوات أن الرجل نجح نجاحا باهرا في توظيف محنة لحراطين لصالحه ، بشكل أصاب المنظومة بالذهول.
في المقابل سوف يقدم الرئيس المنتخب ثمنا لهذه التهدئة وهو اشراك حلف بيرام في الحكومة و الإعتراف بمنظمة إنبعاث الحركة الإنعتاقية، وحزب الرگ، والسماح للذراع المالي الجديد لبرام وهو المعارض الملياردير محمد ول بوعماتو.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التقارب في صالح الجميع إذ سوف يمكن الرئيس المنتخب من التخلص من إرث سلفه الذي تميز بالمواجهة مع الطيف المعارض وبالتالي يمكن لغزواني أن يتفرغ لتطبيق تعهداته واشراك المعارضة حتى يكون النجاح أو الإخفاق مشتركا، و هي فرصة لبيرام لالتقاط انفاسه لأن الإنتخابات الأخيرة هي آخر موسم انتخابي.
هناك ملاحظتان لا بد من الإشارة إليهما ، الأولى هي أن الجميع يعرف بأن الرئيس المنتهية ولايته كان قد اعطى زعامة لحراطين لمسعود ول بلخير بوصفه قائدا تاريخيا ، إلا أن نتائج الإنتخابات الأخيرة فرضت على الرئيس المنتخب استخلاف بيرام على ضوء نتائج تلك الإستحقاقات.
الملحوظة الثانية أن بيرام ومن خلال قسمات وجهه أدرك أن طريق مانديلا طويل وليس مفروش بالورود و عليه لا مناص من وضع نهاية المواجهة وترك فارغ تاريخي نضالي قد يفسح المجال لقيادات شابة تحمل المشعل من جديد.
الإعلامي الحقوقي/ إبراهيم ولد خطري