آخر مؤتمر صحفي لعزيز.. حضرت العائلة وغابت « الأوراق »

جمعة, 2019-06-21 10:52

عقد الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، مساء أمس الخميس، مؤتمراً صحفياً كان هو آخر مؤتمر للرجل الذي حكم موريتانيا خلال 11 عاماً الماضية، عقد خلالها عشرات المؤتمرات الصحفية والخرجات الإعلامية، ليصبح بذلك أكثر رؤساء موريتانيا تعاطياً مع الإعلام.

ولد عبد العزيز سبق مؤتمره الصحفي بخطاب خلال المهرجان الختامي لحملة المرشح محمد ولد الغزواني تعهد فيه بكشف « الكثير من الأوراق » في المؤتمر الصحفي، دون أن يحدد طبيعة هذه الأوراق.

المؤتمر الصحفي الذي انعقد في باحة قصر المؤتمرات القديم بنواكشوط، حضره أكثر من عشرة صحفيين، من ضمنهم ممثلون لوسائل إعلام دولية، وكان الرئيس فيه محاطاً بأبرز معاونيه من وزراء ومستشارين ومكلفين بمهام في الرئاسة.

ولكن الحضور الأبرز تمثل في عائلة الرئيس، ممثلة في السيدة الأولى تكبر بنت أحمد، وابنته أسماء بنت عبد العزيز وزوجها محمد ولد امصبوع، وكان هذا هو الحضور الأول للعائلة الصغيرة لنشاط إعلامي ينظمه الرئيس المنصرف.

كما أنها المرة الأولى التي يظهر فيها ولد عبد العزيز مع زوج ابنته ولد امصبوع، وهو الذي تم تداول اسمه مؤخراً في العديد من الملفات، من ضمنها قضية المأمورية الثالثة واتهم من طرف الإعلام وبعض المعارضين بأنه هو من شجع أصحاب المبادرات على دعم تعديل الدستور.

الصحفي الموريتاني سيد أحمد ولد باب، لم يضيع فرصة حضور العائلة ليثير هذه الملفات أمام الرئيس، فطرح عليه سؤالاً حول التهم الموجهة إلى عائلته بالاستحواذ على المال العام، وسعيها لتغيير الدستور ورفض بعض أفرادها لتولي ولد الغزواني للحكم من بعده.

ولد عبد العزيز الذي بدا مرتاحاً وهو يستمع للسؤال، طلب من الصحفي أن يكون « صريحاً » لأن الطريقة التي صاغ بها السؤال « غير مفهومة »، ما أثار موجة من الضحك أذابت حالة التوتر التي سببها السؤال وظهرت في وجوه بعض الحاضرين، عاد الصحفي ليشرح سؤاله بلهجة حسانية، يبدو أنها لم تزعج الرئيس.

دافع ولد عبد العزيز عن عائلته، وقال إنه لو كان « راعياً للغنم » لما اهتم أحد لعائلته ولم يتحدث عنها، ولكنهم يتحدثون عنها « بسبب هذا الكرسي »، مشيراً إلى أنه عندما يغادر السلطة سينشغل عنه الناس وهو سينشغل عنهم أيضاً.

حضور العائلة للمؤتمر الصحفي أعطى بعداً عاطفياً للحدث، وجعله مختلفاً عن بقية المؤتمرات الصحفية التي عقدها الرجل طيلة سنوات حكمه، حتى أن لغته بدت أكثر هدوء وكأنه يتحدث في بيته، خاصة عندما تحدث عن حصيلة حكمه، فلم تثر غضبه الأسئلة التي اتهمته بالفساد.

ولد الغزواني كان الحاضر الغائب في المؤتمر الصحفي، فعلى الرغم من أنه لم يكن من بين الجالسين خلف الرئيس، إلا أنه ظل حاضراً طيلة المؤتمر في أحاديثه، وظل دوماً يصفه بـ « الرفيق والصديق »، وزاده في الأخير وصفاً جديداً حين قال إنه « الأمين ».

استمر المؤتمر الصحفي لقرابة ساعتين، واختتم قبيل الصمت الانتخابي بدقائق معدودة، ولكن الرئيس أنهاه دون أن يكشف عن « الأوراق » التي وعد بها خلال المهرجان قبل ساعات، أو لعل المتابعين رفعوا سقف توقعاتهم كثيراً.

بدا ولد عبد العزيز واثقاً من فوز صديقه بالانتخابات من الدور الأول، وقال إنه سينتصر « دون صعوبة »، وكان أكثر وضوحاً بخصوص مستقبله السياسي حين قال: « سأكون مواطناً موريتانيا عادياً صديقي رئيس للبلاد ».

في الخلفية من وراء الرئيس وحاشيته، كانت تبدو جدارية صالة قصر المؤتمرات، كثبان رملية مترامية الأطراف تجوبها قطعان من الإبل وخيام من الوبر منصوبة، وواحات من النخيل تلوح من بعيد، إنها أجواء يحبها الرجل الذي ظل طيلة حكمه وفياً لعاداته كإنسان صحراوي يؤمن بالبادية ويعشقها، وربما هي الأجواء التي سيمنحها جل وقته عندما يحمل لقب « رئيس سابق ».