الكاتبة الزهراء تكتب عن مؤتمر الفقيه محمد فال ولد الرشيد اليوم

أحد, 2016-10-02 00:25

"الوطن فوق الجميع" هذه عبارة يتردد صداها في كل قاعات مؤتمرات المنسحبين من حركة "إيرا" والتي كان البعض مِن مَن غُرِّر بهم يظنون انها حركة حقوقية تدافع عن قضايا المهمشين من لحراطين وغيرهم، وانها المخلّص للعقول ,والمحرر للافكار ,لكن الحقائق اثبتت عكس ذلك. واليوم يعلن الفقيه محمدفال ولد محمد ولد الرشيد انسحابه من إيرا في مؤتمر حضره جمع غفير ,بالإضافة الى وسائل اعلام وصحافة. محمد فال أعلن أنه ربما اعتقد في وقت من الاوقات أن هناك فعلا مَن يبحث ـ صادقا ـ عن حقوق بني جلدته والمهمشين من أبناء وطنه، لكنه اكتشف عكس ذلك تماما , حينها وجد انه بات لزاما عليه أن يصحح المسار ويعود لأحضان الوطن ودفئه بعد أن كادت دعاية وغطرسة حركة ايرا ان تلقيان بتداعياتهما على مسار وحدة وتآخي ابناء هذا البلد ،الذين لم يستطع المستعمر رغم عتوّه وجبروته ان يفرق بينهم، فقاوموه برباطة جأش وتماسكٍ الى ان حمل أمتعه وأرغم ـ ذليلا ـ على الرحيل. محمد فال ومَن سبقوه ,اكتشفوا أن حركة ايرا تلعب بها ايادي أجنبية خبيثة لا همَّ لها الا خراب ودمار وتفكيك المجتمع الموريتاني والتلاعب بمصلحة لحراطين الذين هم ابناء هذا البلد ومكوِّنٌ اساسي من مكوناته ،في الوقت الذي يمارس فيه هؤلاء أقسى وأبشع أنواع العبودية في بلدانهم ,وعلى مرأى ومسمع من الجميع. وفي تصريح له , وأثناء حديث جمعني به ,لمست خلاله ان الرجل فخور بهذا الانسحاب , حينها شعرتُ بأنني سعيدة بعودة ابن بلدى الى رشده , فهنيئا لنا برجوع كل من فكَّر ـ ولو للحظة ـ ان يخرج بهذا الوطن عن مسار وحدة شعبه وأمنه , "ولتذهب ايرا الى الجحيم" , إيرا التي حاولت ومازالت تحاول جر البلد الي فتنة طائفية كبرى , وذلك خدمة لأغراض اجنبية حاقدة لا تريد الخير لهذا الشعب ولهذا الوطن , وقد وجدت في حركة إيرا أداة طيّعة لتنفيذ مخططاتها ونفثِ سمومها. ومهما تكن تأويلات وتحليلات المحللين لعودة هذا الرجل وانسحابه ،فليس من العيب أن نخطئ ،لكن العيب ان لا نعترف بالخطأ ,ثم نتمادى فيه. نعم عودوا جميعا أيها المغرر بهم من فتيان وفتيات الوطن ,فموريتانيا لنا جميعا وتَسَعنا جميعا. ومهما اختلفنا واختلفت رؤانا , فهنا المهد ,وهنا المجد ,وهنا العز ,وهنا الامن والسلم الاجتماعي الذي يفتقده الكثيرون ويحسدوننا على نعمته. هذه وجهة نظر صادقة مخلصة من اجل الوطن ،بعيدا عن صراع السياسيين أوالمصالح الشخصية الضيقة.