
بسم الله الرحمن الرحيم والصَّلاةُ والسَّلاَمُ علَى النبي
السيد رئيس الجمهورية
السيد الوزير الأول
السيد رئيس الجمعية الوطنية
السيد رئيس مجلس الشيوخ
السادةُ قادة الأحزاب السياسية والمجتمع المدني؛
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
إِنَّهُ لَمِنْ دَوَاعِي الغِبطَةِ والسُّرورِ أنْ نَجْتَمِعَ الْيَوْمَ فِي افْتِتَاحِ الْحِوَارِ الْوَطَنِي الَّذِي ظَلَّ حُلُمًا يُرَاوِدُنَا وَأَمَلاً نَتَطَلَّعُ إِلَيْهِ وَهَدَفًا نَسْعَى لِتَحْقِيقِهِ مِنْ أَجْلِ مُورِيتَانْيَا حُرَّةً وَمُوَحَدَةً يَعيشُ أَبْناؤُهَا فِي ظِلِّ الْعدْلِ والْمُساواةِ وَالعيشِ الْكَريمِ، والْمحبةِ والْوِئَامِ بينَ جميعِ مُواطِنيهَا؛ أيها الجمع الكريم؛ إِنَّها نُقْطةٌ مُضِيئَةٌ فِي تَارِيخِنَا أَنْ نَجْتَمِعَ لِنَتَحَاوَرَ لِحَلّ مَشَاكِلِنَا بِأنفُسِنَا مُعْتَمِدِينَ عَلَى اللهِ أولاً وَعَلَى قُدرَةِ شَعبنَا عَلَى لَمِّ الشمل وتجاوز الصعابْ والخلافات مهما عظمتْ وتشعبتْ. إنَّ حزبَ التحالفِ الشعبِيِّ التَّقَدُمِي - ظَلَّ وبِكُل مُثابرةٍ وإِيمانٍ- يَعْمَلُ مِنْ أَجلِ تحقيقِ هذَا الْحُلُمِ مُعْتَمِدًا فِي مُقَاربتِهِ عَلَى أَنَّ مَشَاكِلَ الْوطنْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَيُّ طَرفٍ مَهْمَا كَانَ أَنْ يَحُلها بِمُفْرَدِهِ أوْ أنْ يَمْتَلكَ الْأَحَقِّيةََََ فِي تَسْيِيرِ الْبَلَدِ بِرَأْيِهِ أَوْ مَنْهَجِيَّتِهِ، بَلْ إِنَّهُ مِنَ الضَّرُورِيِّ، وَمِنَ الْوَاجِبِ كَذَلِكَ أَنْ يَتَكَاتَفَ الْجَميعُ لِتَحْقِيقِ مَا يَصْبُوا إِلَيْهِ شَعبُنا وَيَسْتَحِقُّهُ عَليْنَا وَطَنُنَا، بَعِيدًا عَنْ تَهْمِيشِِ الْبَعْضِ أَوْ إِقْصَائِهِ. أيها الجمع الكريم؛ وَنَحْنُ إذْ نُعبِّرُ بِكُلِّ فَخْرٍ وَاعْتِزَازْ بِهَذَا الْحوَارِ الْوَطَنِي، وبعزمِنَا عَلَى أنْ يُحَقِّقَ الآمَالَ الْمَرْجُوَةَ مِنْهُ فَإِنَّهُ كَانَ يَحْدُونَا الأَمَلُ فِي مُشَارَكَةِ الجَميعِ فِي وَضْعِ لَبِنَاتِهِ الأُولَى وَإِثْرَاءِ كُلِّ مَرَاحِلِهِ، حتَّى لاَ يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ وَيَجِدَ نَفْسهُ فِي مُخْرَجَاتِهِ ونَتائِجِهِ، لأَنَّنَا نُدْرِكُ أَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ لِسُلْطَةٍ أَنْ تُلْغِي دَوْرَ الآخَرْ وَلاَ يُمْكِنُ لأَحَدٍ مَهْمَا كَانَتْ أَهَمِّيَتُهُ أَنْ يُعَرْقِلَ مَسَارَ أُمَّةٍ وَأَحْلاَمَ وَطَنْ لأَنَّ الْوَطَنَ فَوْقَ كُلِّ أَحَدْ، رَئيسًا كانَ أو مَرؤُوساً. وَإنَّ أَسَفنَا فِي عَدَمِ مُشَارَكَةِ الْبَعْضِ لَيَشفعُ لَهُ أَنْ تَكُونَ مُخْرَجَاتُ الْحِوَارِ وَنَتَائجُهُ قَدْ شَمِلَتْ هُمُومَ الْجَميعِ وَرُآَه.ُ أيها الجمع الكريم؛ إِنَّ هَذَا الْحِوارَ الْوَطَنِي يَجِبُ أنْ يَضَعَ الْمَعَالِمَ الأَسَاسِيَّةََ لِتَعْزِيزِ الْوِحْدَةِ الْوَطَنِيَّةِ أَوَّلاً وَأَنْ يَضَعَ لِذلكَ الحُلُولَ النِّهَائِيةَ الَّتِي تَضْمنُ الْحُريةَ والْمُساوَاةَ وَالْعيْشَ الْكَريمَ لِكُلِّ أَبْنَاءِ الْوطَنِ، مُساوَاةٌ لاَ تُفرِّقُ بَيْنَ مُواطنٍ علَى أَساسِ لَونٍ أَوْ لِسانٍ أو جِهَةٍ أو قَبيلَةٍ أو طَائفَةٍ أو مَكانةٍ اجْتماعِيَّةٍ، دَولةٌ لاَ ظُلمَ فِيهَا ولا تَهْميشَ ولاَ غَبْنَ ولا اسْتِعْبادَ ولا نَظرةٍ دونيةٍ للآخرْ، لِنَتَغَلَّبَ فِي النِّهايَةِ عَلَى كُل الدَّعَوَاتِ العُنصُرِيَةِ والْفِئَويةِ والْقبلِيَّةِ وثَقافَةِ الغَبْنِ والإقْصَاءِ سَواءٌ كانَ سياسيًا أو اقتصاديًا أو ثقافيًا أو اجتماعيًا أو وَظِيفيَا. وفي المجالْ الديمقراطِي يَجِبُ عَلَيْنَا فِي هذَا الْحوارِ أنْ نُؤَسِّسَ لِدَولةِ الْقَانُونِ والْحَكامَةِ الدِّيمقراطيَةِ لِيَبْقَى التَّداوُلُ السِّلْمِيُّ علَى السُّلطَةِ سُنةً لِلأجْيَالِ الْقَادمَةِ، دِيمقراطيةٌ مُؤَسسَةٌ عَلَى خِيارِ الشَّعبِ، وَعَلَى انْتخابَاتٍ حُرةٍ وَشَفَّافةٍ ونَزِيهةٍ، وَذَلكَ مَا يُؤسِّسُ لِلتَّدَاوُلْ السِّلمِي عَلَى السُّلطَةِ طِبْقًا لِلنُّصُوصِ الدُّسْتوريَةِ الْمَعمُولِ بِهَا. وفي المجال الأمني يَجِبُ أولاً أنْ يُوضَعَ الْمُواطنُ فِي ظُروفٍ لا يَشْعُرُ فيها بِظُلمٍ أو تَهميشٍ أو غَبْنٍ أو عَدمَ مُساوَاةٍ، وثانيا يَجب عَلينا تَحسينُ الْعلاقَاتِ مَعَ دُولِ الْجِوارِ وثالثا تَوْفيرُ الْإِمكانِيَاتِ اللازمةِ لِلقَائمِينَ عَليهِ لإبْعادِ خَطرِ الإِرْهَابِ والْجريمَةِ الْمُنظمَةِ. وفي المجال الاقتصادي فَإنَّ الْحَكامةََ الرَّشِيدَةَ ومُحاربةُ الفسادِ والرَّشوةِ وتَبذِيرِ الْمالِ الْعامِ وَخَلقِ فرصِ الْعمَلِ وتَحقيقِ الاكْتفاءِ الذَّاتِيِّ منَ الْحبوبِ وتَقْنينَ الصيدِ البحرِي والتَّعْدِينْ لَهِيَّ أمورٌ تَتَطلَّبُ اسْتراتيجيَّةً جَديدَةً ومُحْكمَةً للرفْعِ مِنْ الْمُستوَى الاقتصَادِيِّ وتَحقِيقِ الرَّفَاهِ لساكنةِ الْبلدِ. إنَّ مُخرجاتِ الْحِوارِ يَجِبُ أنْ تُوضَعَ لَهَا الآليَاتْ الَّلازمَةِ لِمُتابعتِهَا وتَطبِيقِهَا. أيها الجمع الكريم؛ إِنَّ إِيمَانِي بِاللهِ وبوطنٍ مُوحَدٍ ومُتَمَاسِكٍ يَنْعَمُ أَبْنَاؤُهُ بِالْمحبَّةِ والتَّراحُمِ لَهُوَّ الَّذِي جَعلَنِي أُوَاصِلُ فِي الْحقْلِ السِّياسِيِّ رَغْمَ التَّحَدِّيَاتِ وَالْمَصَاعِبْ. [إنْ أريدُ إِلاَّ الْإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيَّ إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبْ]. صَدقَ اللهُ الْعظيمْ وَأَشْكُرُكُمْ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورحمةُ اللهِ تعالَى وبَرَكَاتهُ. انواكشوط بتاريخ: 29/09/2016