سجنوك كي يخفت صوت الحق ويطمس بريق التحرر والانعتاق. سجنوك كي تضعف عزيمتك وتتوارى شكيمتك. سجنوك كي يحجبو شمس الحقيقة الساطعة بغربال.
لم يكتفوا بسجنك يا عنيد بل حاولو وبكل خبث التنكيل بك وبمن معك كي تلين، حاولو صلبك كما صلبو جدك في جذع نخل وادان حين رفض بكل ثقة تقبيل يد سيده الجبان.
واليوم وبعد أن تأكد السجان الجبان أنك لست عبدا سهلا للإذعان بادر إلى تجييش جحافل لصوص كي تتم تصفيتك والناس نيام.
لكن دعوات المستعبدين والمهمشين والأرامل في كل مكان ستكون لك درعا منيعا وحصنا يحصنك من سدنة الفكر الشوفيني وزبانية عزيز الأنذال.
لقد كنت في محاكمتك واثق الخطى سليق اللسان واضح الحجة مرفوع الهامة مدافعا عن قضيتك ومستعد لدفع روحك الزكية ضريبة عنها فأبهرت القاضي وأذهلت الجلاد والسجان.
فلا تصالح يا بطل فمالنصر إلا صبر ساعة وأعلم بأن ساعة النصر زفت وبأن قصورهم مشيدة على الثلج وأفكارهم مبنية على الوهم وأن لحراطين قادمون لا محالة ...قادمون