بين بحارِ الرمل وعاتياتِ العواصف وعُصارة الملح تُصر سيدة المآذن تلك على رفع أذانها عبر المَجابات بلا توقف ولا انتظار، فالمتهجدون قِلة والعابرون مقصرون دوماً، والدنيا رملٌ وملحٌ وأذان.
على هذا الأديم دار صراع الرمل والحجارة والفسيل الطالع على استحياء من براثن الريح، ومن الدعاء المُعتصر وحُداء القوافل المتعجلة تحول الأذان سيد هذا الفضاء.
وفي ذات المكان كان أول لقاء بين مدرستين، فالشريف تلميذ عياض جاء يبغي الإعمار في أكثر أرض الله حاجة إليه، والزهاد في أخصاصهم وقد أخذ الملح من أطرافهم وتآكلت منهم مواطن السجود يتساءلون… وهل بقي من الدنيا ما يكفي لبناء الدور وإقامة الجدُر؟
أي صراع هذا الذي لا ينقطع على ضفافك يا تيشيت ؟ ومتى يحسم دون معجزات؟
نقلا من صفحة الوزير السابق سيدي محمد ولد محم على الفيسبوك..