قصتي مع الميثاق

أحد, 2022-05-01 14:03

ذات مساء كنت في المنزل زارني الأستاذ محمد محمود ولد أحمد والطبيب سي بوبكر وعرضا على فكرة الالتحاق بالميثاق، ترددت كثيرا وفي الأخير وضعت لهم شرطا، وهو أن ملاحظتي على الميثاق هو هيمنة احراطين وبيظان واكور جهة واحدة وذكرت لهم عدد أعضاء اللجنة الدائمة حيث كانوا 35 عضو 29 من جهة واحدة.
استغرب الرفاق هذه الهيمنة وتقاسما معي الفكرة، ورتّبا لي لقاء مع الأستاذ محمد فال ولد هنضية المنسق العام يومها للميثاق، وعندما دخلت معه في نقاش أعجبتني فيه شجاعته، واعترافه بالخلل (الخيارات الجهوية) واعتبر نفسه المسؤول الأول عن هذا الخلل الجهوي، وأكد لي أنه لم يكن مقصودا، وبالفعل عمل على تصحيحه رغم معارضة محمذن ولد البو للفكرة، وحاول إنكارها لكن كانت محاولاته كمن يريد إخفاء الشمس بغربال.
واصلنا الاتصالات وحددنا معا الخطوط العريضة للمشروع، كان الأستاذ العيد ولد محمدن ومريم بلال يلعبان على حبلين بالتنسيق مع الجهتين، لكن في الأخير تراجعا عن دعم ولد هنضية بحجة أنني سيطرت على الميثاق باقتراح التوازنات المناطقية حسب ما أكد لي ولد هنضية بنفسه.
واصل ولد هنضية وكان رجلا يستمع جيدا ويحب أن يكون جامعا، لكن تأثير ولد البو عليه كان قويا، بحيث كان يخاف من أن يجرى لقاء منفردا بدون علمه، وكان هو نقطة ضعفه، وعقله المدبر لكل تصرفاته والتي غالبا ما تكون بعيدة عن قناعاته الشخصية.
عندما تم الإعلان عن جناح ولد هنضية كان ولد البو عضوا بالمكتب التنفيذي لكن في الحقيقة هو الرئيس الفعلي للميثاق، وهذه إحدى المعضلات التي ساهمت في تسريع وتيرة الخلافات، وفي هذا الجو المشحون بدأ ولد هنضية بإيعاز من ولد البو وجماعة تكتل بالتقرب من المدير العام للأمن الوطني حينها، إذ أجرى معه لقاءات سرية في منزل الأخير على طريق انواذيبو..
وكانت هذه الاتصالات بدون علم جميع أعضاء المكتب التنفيذي باستثناء ولد البو، واثنان آخران أوصله أحدهما في سيارته لمنزل مدير الأمن، وانتظره خارج المنزل حتى انتهى اللقاء، وتأكدت من ذلك من خلال بعض مرافقيه، وعرفت أيضا أن ولد هنضية سيلتقى بالرئيس محمد ولد عبد العزيز عن طريق مدير الأمن آنذاك، شخصيا لم أكن ضد لقاء لكن شعرت بالإهانة، وبأنها محاولة لاستغلالنا كجماعة من أهل الشرگ وهي الأغلبية في المكتب التنفيذي، لكن كان ولد البو يريدها أغلبية لا يلاحظ غيابها وعند حضورها لا يؤخذ برأيها مباشرة، قررت التحرك ضد ولد هنضية وكان ذلك يوم الثلاثاء، وفي يوم الجمعة التقيت بالرئيس محمد ولد عبد العزيز في مكتبه بالقصر الرئاسي برفقة شخصين من أعضاء المكتب التنفيذي، وكان يحضر للذهاب لقضاء عطلته في صحاري تيرس، لكن نظرا لأهمية أجّل السفر حتى ينتهي اللقاء، ناقشت مع الرئيس السابق ولد عبد العزيز رفقة إخوة وأصدقاء رؤية الميثاق لمشكل لحراطين والوحدة الوطنية وضرورة قطع الطريق على دعاة الفتنة والتطرف.
ومن باب الأمانة كان ولد عبد العزيز صريحا معي، ومنفتحا، حيث ناقشنا بأريحية تامة وصراحة مطلقة، وأخرج من درج مكتبه وثيقة تحوى لائحة بأسماء الشخصيات التي اجتمعت باسم "خلية احراطين اترارزة" في حزب التكتل، وقرروا إنشاء الميثاق وكانت الوثيقة تحوي الأهداف الحقيقة للميثاق وهي عكس الأهداف المعلنة للعامة.
وفي نهاية اللقاء طلب الرئيس منا أن نبقيه سرا بيننا، لكن الإخوة سامحهم أخبروا ولد هنضية باللقاء، ومن الطبيعي أن تكون لولد هنضية ردة فعل غير ودية ضدي شخصيا، خاصة أنني كعضو المكتب التنفيذي مكلف بالإعلام استطعت الحصول على لقاء مع رئيس الجمهورية في الوقت الذي ما زال الرئيس محمد فال هنضية ينسق مع مدير الأمن لترتيب لقاء له.
حاول ولد هنصية التقليل من قيمتي لأحد الأشخاص الذين حضروا معي لقاء رئيس الجمهورية بالقول إنني مجرد جاسوس "اندور اشوي ينعطى لي" لكن ذلك الأخ لم يصدق كلام هنضية، ورد عليه قائلا كنت سأصدق لو أنني لم أجلس مع إبراهيم خطري في مكتب رئيس الجمهورية ورأيت بأم عيني كيف كان يدافع باستماتة عن رؤية الميثاق، ومطالب لحراطين وبأسلوب لا أظن أن صاحبه تحركه مصالح شخصية أو جاسوسا كما قلت أنتَ.
وفي نهاية اللقاء طلبتُ شخصيا من رئيس الجمهورية أن لا يلتقي بولد هنضية إلا عن طريقي، فتعهد لي بذلك، وأنجز لي الحر ما وعد.
"هذه الأسطر كتبتها شهادة للتاريخ والأجيال، وكل الأطراف التي ذكرتُ ما زالوا على قيد الحياة أطال الله أعمارهم، وإن كنت قد ذكرت معلومات غير دقيقة بإمكانهم تصحيحها لي".

ملحوظة: ولد عبد العزيز يوم كان رئيسا للجمهورية تحدث لي بالتفصيل الممل عن علاقته ببيرام، وسأذكرها بالتفصيل فيما بعد إن شاء الله...