عطفا على التدوينات التي كتبتُ عن حقوقيي دخّل شي..
بعد وفاة والد الفقيه محمد فال ولد محمد ارشيد كنتُ شبه ملازم له في أيام العزاء الثلاثة، وبعد انقضائها، استغربت من أني لم أرَ من بين المعزين أي فرد من بعض الحقوقيين المعروفين الذين كانوا شبه ملاصقين للفقيه فيما مضى، بالرغم من أني شاهدتُ عدة مسؤولين حكوميين على المستوى المدني والعسكري زاروه وعزوه، فسألته -من باب لغبه- إن كان الحقوقيون الذين افتقدتُهم قد زاروه أو حادثوه هاتفيا أو راسلوه معزين؛ وخصصتُ بالذكر ثلاثة: أحدهم نائب برلماني، والثاني رئيس هيئة حقوقية، والرابع رئيس حزب سياسي فذكر لي أنه لم يزره أحد منهم، ولم يحادثوه، ولم يعزوا أحدا من أفراد الأسرة، وهذا تصرف منافٍ لما يجب أن يكون عليه المسلم تجاه أخيه المسلم، فالخلافات والأحقاد تُطوى حين يتعلق الأمر بالموت، ولا يمكنهم أن ينفوا عدم علمهم بوفاة والد الفقيه لأن الخبر تم تداوله على عدة حسابات لشخصيات وازنة وتداولَهُ مدونون يتابعهم مناضلو الورق أولئك، فلم يأخذوا المسألة مأخذا دينيا شرعيا، ولم يأخذوها بمأخذ إنساني، وسقطوا للأسف سقوطا لا يُبرر..
ثم سألتُ الفقيه عن قراءته لعدم تعزيتهم له، فأجابني أن غالبية المسلمين اليوم صاروا لا يتعاطفون مع شخص إلا إذا كان مواليا لهم سياسيا، حتى العزاء صار البعض يضنُّ به على من لا ينتمون لانتمائه القبلي أو الجهوي أو السياسي، أو الحركي، وما هكذا يكون إسلام المرء..
وللذكر الفقيه محمد فال كان سابقا يلقب بـ"فقيه حركة إيرا" وكان منظرا للحركة يغلِب كل مناظِر، ويبز كل مقارَنٍ به في ميدان التناظر، وله مناظرات كثيرة وشهيرة ومقاطعها منتشرة في اليوتيوب، قبل أن يدرك حقيقة تلك الحركة الاسترزاقية، وينسحب منها..
ويدرك كل متنورِ بصيرةٍ جالَسَهُ واستمع إليه أنه عالم بالمعقول والمنقول، وله الآن سلسلة حلقات تُبث على قناة المحظرة.
نقلا من صفحة المدون أحمد الداه أحمد