بيان صحفي
السجن المدني بانواكشوط: مناضلو إيرا في خطر
الأحداث
في يوم 12 فبراير، بُعيد انتهاء اليوم الأول من جلسات محاكمة مناضلي المبادرة الانعتاقية (إيرا) في قصر العدالة بانواكشوط، وفور عودته إلى السجن، تم الانقضاض بشكل شرس على الدكتور السعد ولد لوليد من قبل موظفي السجن. كان التفتيش الاعتيادي للسجناء، هذه المرة، وخاصة بالنسبة له هو، عنيفا لدرجة قصوى وذلك بنية واضحة لتذليله أمام عدة أشخاص كانوا يتابعون المشهد. وبعد انتهاء هذه المحنة، شاهد معتقلو إيرا وصول سجناء إلى عنبرهم معروفين لدى الجميع بأنهم مُدانون بأحداث إجرامية في منتهى الخطورة. ولم تستطع احتجاجات الدكتور السعد ورفاقه أن تعيد مسؤولي السجن إلى رشدهم بهذا الخصوص. وأمام إصرار المناضلين على إخلاء عنبرهم من المجرمين، لم يجد مسؤولو السجن من رد غير إرسال كتيبة من الحرس لضرب سجناء الرأي ضربا مبرحا قبل أن يقرروا وضع الدكتور لوليد في زنزانة انفرادية. كل هذه القسوة كانت من فعل الضابط مرادي كوليبالي العدو اللدود لمناضلي إيرا، وتحت رقابة العقيد شماخ والعقيد حمون من الحرس الوطني.
الانعكاسات
بعد 24 ساعة من العنف الممارس على مناضلي إيرا، تعرض الدكتور السعد ولد لوليد، الذي يعاني من مرض السكري، لنوبة حادة من عوز هرمون الآنسولين. أما الصبار ولد الحسين، الذي لم يخرج المستشفى إلا في يوم الأربعاء (عشية بدء محاكمتهم) بعد الاستشفاء عشرة أيام إثر عملية جراحية معقدة، فتعرض لنزيف بسبب إتلاف ألياف خياطة جراحته. وقد بدا أن إرادة مسؤولي السجن في إهانة ومعاناة سجناء إيرا واضحة. وأخيرا قرر مسؤولو السجن حمل السعد والصبار إلى الحالات المستعجلة بالمستشفى الوطني، وهما مكبلان بالأصفاد، يوم 14 فبراير، حيث بقيا هناك حتى المساء يتلقيان عناية مُركــّزة.
قراءتنا
أولا: قررت سلطات السجن، بأمر من القضاء، الخاضع لأوامر وزارة العدل، معاقبة سجناء إيرا إثر حججهم الدامغة ردا على اتهامات القاضي التي أفحموها واحدة تلو الأخرى.
ثانيا: بعد أن تأكدت السلطات القضائية أنها أمام ملف فارغ واتهامات واهية، أصبحت تتلاعب بالقضية وتبحث، من خلال وضعها لمجرمين في عنبر مناضلي إيرا، عن إثارة مشاجرات لتصنع بذلك ملفا آخر بطبيعة جنائية، هذه المرة، ضد سجناء الرأي.
موقفنا
تؤكد إيرا مجددا التزامها بمواصلة الكفاح ضد العبودية والعنصرية والإقصاء في موريتانيا بالرغم من السجن والتعذيب والحرمان،
تشجب بقوة السلوك الإجرامي لموظفي السجن المتناقض مع مبادئ الانسانية وروح القانون،
تـُـشهد الرأي العام الوطني والدولي على المخاطر التي يتعرض لها المناضلون بسبب المعاملات التي يتلقون على أيدي مسؤولي السجن،
تـُـحمّل السلطات الموريتانية مسؤولية الحفاظ على حياة وحرمة مناضليها داخل السجن.
نواكشوط 15 فبراير 2015
اللجنة الإعلامية