كانت كل المؤشرات توحي بأنه سيكون للشاب محمد عبدالله شأن كبير، كما ولم يكن ماوصل إليه غريبا بل كان ثمرة للكثير من العمل والجد والتضحية، إذ كان ذوو الخبرة من الرجال يتوسمون فيه ملهما عظيما، ويرون أنه سيكون ذا شأن كبير ومستقبل باهر، إذ قال عنه أيام شبابه العالم والأديب الحاذق، "ديدي ولد الصادق ولد العربي" :(ولد محمد أمبارك إيلين يكتبلوا مولانا طول لعمر أيدور يلوي أعمامة في النعمة: "بمعني سيكون لهذا الشاب شأن كبير إذا كتب له عمر")، نقلاً عن صديقه (جدو ولد مولود الملقب "جدو ناما").
وهذا ماقاله أيضا الشريف "محمد عبد الله ولد يب ولد ملاي الحسن" في أحد الأيام لما مر به محمد عبد الله وسلم عليه، بحضور الرجل الطيب "عبد الله ولد موسى" الملقب (الحاكم).
فبعد سنة من التحاقه بمدرسة تكوين المعلمين، وسنة بعد الإستقلال، أي عام 1961 انطلقت مسيرة الحركة العمالية الموريتانية، بإنشاء اتحاد واحد تجمعت فيه خمس مركزيات نقابية، ولدت في الفترة الإستعمارية و توحدت بعد الإستقلال تحت اسم "اتحاد عمال موريتانيا" (UTM).
ليقرر محمد عبدالله الانضمام اليه مباشرة بعد التخرج سنة 1966، ليبدأ مرحلة جديدة من الذود عن الحقوق وصون المكتسبات المادية والمعنوية للعمال، وعلى مدى سنوات نهض محمد عبدالله ورفاقه بتلك المسؤوليات العظيمة، على مستوى ولاية الحوض الشرقي.
بعد ذالك بسنين اي مابعد نكسة 1968 وماصاحبها من تحركات وتحولات برزت حركة الكادحين سنة 1969 التي جسدت منارة للعمل النضالي، وصرحا طيبا حافلا بالعطاء، وكان محمد عبدالله أحد قادتها على مستوى الولاية رفقة :
- الوزير ايسلم ولد عبد القادر
- الاستاذ مولاي المأمون ولد سيدي محمد
- السيدة ميمونة منت جدو
وآخرون........
وكانت اجتماعاتهم السرية تقام، في "قرب أهل ميني" الموجود في مدخل الحي القديم بالمدينة، (الْقُرْب: هو حجرة يتم تشييدها فوق المنزل، يتم استخدامها في فترة الصيف).
ليتم سجن بعضهم ما يقارب العام وكان محمد عبدالله من بين المساجين، وتم تعليق راتبه وتحويله بعد ذلك لمدة اشهر إلى مدينة "آلاك"، بعد إطلاق سراحه عاد محمد محمد عبدالله إلى مدينة النعمة، ليواصل نضاله من أجل تغيير ذلك الواقع المرير.
و حدث ما لم يكن في الحسبان، موريتانيا تشهد أول انقلاب عسكري في تاريخها سنة 1978، ليعلن بعد ذلك بسنوات عن تأسيس "هياكل تهذيب الجماهير" سنة 1981، التي انضم إليها محمد عبد الله مبكرا وكان احد قادتها الميدانيين على مستوى ولاية الحوض الشرقي حيث أشرف على :
- بناء الساحة المحيطة بثانوية النعمة
- بناء عدة فصول في إعدادية النعمة وكذلك الساحة المحيط بها
- إنشاء أول حضانة للاطفال في المدينة
- المساهمة في إزاحة الرمال عن مسجد ولاتة التارخي.......
#مقتطفات_من_تاريخ_رجل_بحجم_أمة
#أب_ولد_الزقوري
#أول_عمدة_منتخب_لبلدية_النعمة
#الثانية
#ماموري_سيدي_محمد_بيدالي