بعد سبعة عقود من الظلم و التهجير و التشريد لشعبنا الفلسطيني المقدام و تحديدا منذ يوم ١٥ مايو سنة ١٩٤٨ و هذا الشعب الأبي المسلوب من أرضه و وطنه و مختلف الأحرار في كل بقاع العالم يخلدون هذا اليوم ؛ ذكرى نكبة فلسطين الأبية بعد إعلان الكيان الصهيوني الغاصب استقلاله يوم ١٤ مايو ١٩٤٨ على أرض أغتصبها ظلما وعدوانا هو و من تواطأ معه من أذيال الكفر و الطغيان .
لقد ظل هذا الكيان الغادر بذرة قذرة زرعها الصهيوني الغاشم تيودور هرتزل الذي مات بعد ثمان سنوات من فكرته المشؤومة لتتحقق بعد أربعين عاما على أرض الإسراء و المعراج ؛ أمانة الله و رسوله على أرض الإسلام و المسلمين ، عهد الفاروق عمر بن الخطاب و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح و وصية الولي الصالح المجاهد صلاح الدين الأيوبي .
بذرة مشؤومة تحولت إلى وعد حقير ؛ وعد من لا يملك لمن لا يستحق على يد اللعين آرثر بلفور من خلال الحكومة البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى ليصبح حلما بائسا سيتابعه الثلاثي الصهيوني الحقير حاييم وايزمان و هربرت صمويل وبن غريون من خلال تشكيل عصابات الهاجانا لصنع السلاح القذر لقتل الأبرياء وعصابات الارجون واشيترن التي خلقت الرعب و التهجير في صفوف الأهالي بتدمير القرى و المدن حامية بذلك ظهورها بالمتوسط و فاتحة جهة واحدة لتهجير الأهالى أيام بدأت فيه الدولة العثمانية في الأفول ، لكن المقاومة الفلسطينية الباسلة ما أفلت و ما استكانت بل قاومت بكل شراسة وبطولة هذا العدوان الظالم و بدون مغيث لتقدم ٥٠٠٠ شهيدا و ١٤٠٠٠ جريحا فداء لأرضنا الفلسطينية السليبة ما بين عامي ١٩٣٦ و ١٩٣٩ لتترى بعد ذلك قوافل الشهداء الواحدة بعد الأخرى إلى يومنا هذا .
في سنة ١٩٤٤ نقلت الصهيونية نشاطها من الحيز البريطاني إلى المجال الأمريكي مع تغير موازين القوى بعد الحرب العالمية الثانية في مؤتمر أطلنطا ليتم تمويل حملة الرئيس الأمريكي اترومان من طرف الصهاينة الذين كافأهم رئيس الأبالسة الجديد بهجرة ١٠٠ ألف يهودي إلى أرض فلسطين الحرة ليؤسسوا بذلك مع العصابات الصهيونية الأخرى دولتهم الوهمية بمباركة ابريطانية و أمريكية على يد الصهيوني الغاشم بن غوريون .
و حزب الاتحاد و التغيير الموريتاني " حاتم" في هذه المناسبة الأليمة إذ يستحضر كل الأحداث المأساوية الشنيعة التي تخترق سهامها القلوب و الأفئدة قبل الأجساد ليعتصر حزنا و ألما على كل شهيد قضى نحبه - في هذا الجهاد المقدس و هذه المقاومة المنتصرة بإذن الله - و كل قطرة دم زكية أريقت و كل شبر طاهر سلب و كل طفل رضيع يتم وكل أم مكلومة أفجعت و كل زوجة صابرة رملت و كل حر أبي شرد و هجر في الشتات ، و نقول لهم إنه مهما كان ليل الظلم طويلا و مهما كان سيف المغتصب قاطعا فإن فجر النصر قادم بإذن الله و أرض الحرية مستردة بحول الله و بكل فخر واعتزاز ، فيرجع شتاتنا جمعا منتصرا و تولد قرانا من جديد على أنقاض اليهود الغاصبين و تعمر المدن التليدة الأبية بالمجد الفلسطيني الخالد و يفتح الأقصى ذراعيه الدافئتين للمصلين فنصلي سويا في الأقصى و القدس و أكناف بيت المقدس و نجرف بقايا الإثم الصهيوني من خارطة الوجود و نكبر مع المكبرين و تفتح المقاومة الفلسطينية صفحة جديدة مع جيوش الفاتحين .
أمانة الإعلام