خلافى مع بعض الإنعتاقيين هو فقط فى ترتيب الاولويات .
شخصيا لا أرى أن جوهر مشكل لحراطين يتمثل فى الإهانات و البذاءات التى يتعرضون لها فهذه و مع إدانتنا المطلقة و لها مهما كان مصدرها تبقى هامشية و لا تتعدى بعض المنابزات السطحية التى قد نجد لها أصداء عند كل الأطراف و لا تأثير لها على واقع الناس اليومي . بل إن جوهر القضية يكمن فى الظلم و التهميش و الإقصاء من كل مراكز القرار و النفوذ السياسي و الاقتصادي ...
فحين يكون نصف قادة الجيش و ملاك البنوك و كبار التجار و الموردين و أصحاب العيادات الكبيرة و الصيدليات و الجامعات و المدارس الخاصة و رؤساء الشركات الكبرى و المستثمرين فى شتى القطاعات و القضاة و الولاة و رجال الإعلام .. من لحراطين و يكون نصف سكان الأحياء الراقية من هذه الشريحة ستتغير النظرة تلقائيًا دون الحاجة الى الزج بالناس فى غياهب السجون لأنهم عبروا عن مشاعر دفينة تغذيها ثقافة طبقية لن يغيرها إن هم باحوا بها أو تركوها حبيسة فى نفوسهم خوفا من العقاب ...
و ما هذا القوانون المجرم لخطاب الكراهية و ليس للأفعال المؤدية لها سوى عاصفة فى كوب ماء هدفه تكميم أفواه المناضلين و التضييق على حرية الرأي باسم مكافحة الكراهية كما حذرت منه حركة إيرا و منظمات حقوقية دولية إبان صدوره و لن يتحقق معه سوى صرف الأنظار عن المشاغل الحقيقية للناس و توجيه الاهتمام الى الجهة الخطأ و تفريغ شحنة اليأس و الشعور بالغبن و التهميش التى تغلى فى نفوس الشباب و تهدد بالانفجار فى أي وقت لذلك تحاول السلطات تحويلها الى تفرعات ثانوية لتخفف من منسوبها و تهدئ من هيجان أمواجها دون البحث عن حلول جذرية ..
و قد سقط للأسف بعض المناضلين المتحمسين لتطبيق هذا القانون فى الفخ الذى نصبوه لأنفسهم و نراهم اليوم مرتبكين بسبب المناورة الماكرة التى فاجأهم بها النظام حين وجد نفسه
تحت الضغط لاستجواب ثم حبس شخص فى ازويرات فقام فى نفس اليوم بمقايضته بامرأة مرضع أوقفها فى ظروف مأساوية فى نواكشوط بنفس التهمة ليحشر هؤلاء الناشطين فى الزاوية حتى صار لابد لهم من باب الانسجام تثمين إيقاف الرجل و فى نفس الوقت الامتناع عن التضامن مع السيدة مع أنهم لم يطالبوا بمساءلتها و لم يستنكروا يوما خطها التحريري الذى تبنته منذ سنوات على صفحتها الخاصة ظنا منهم ربما بأن هذا القانون وجد لكي لا يطبق الا فى اتجاه واحد أو أن فهمهم للنضال ضد الكراهية يعنى أن الحقوقي لا يتحرك الا حين تكون شريحته هي المستهدفة !!!
نقلا من صفحة الأكاديمي لبروفسير أحمد عمو على الفيسبوك