من هي المرحومة عيستان كان؟

أحد, 2019-08-11 08:47

‏ عيستا كان ولدت بدار البركة في لبراكنة في التاسع من محرم سنة 1359 الموافق 1938.
اعلن اليوم عن رحيل الناشطة النسائية و المستشارة الدولية و أول وزيرة موريتانية عيستا كان عن عمر ناهز الثمانين. 
‏عاشت عيستا كان أصيلة دار البركة المحروسة حياة ضاجة، مليئة بالجد و الكفاح، و لم تكن وزيرة في إطار محاصصة، أو مجرد وزيرة عابرة كانت هي الأولى في تاريخ البلد الناشئ فقط، فقد خاضت تجارب أخرى كثيفة.
‏لقد بدأ كل شيء في سان لويس، فقد ذهبت إبنة الزعيم التقليدي لهليبا في فوتا تورو (تزعم ما بين 1923-1976) إلى سان لويس العاصمة وقتها حيث درست في مدارس "ابناء (و بنات) الشيوخ" رغم المعارضة الواسعة على المستوى التقليدي لدراسة المرأة حينها،
‏إلا انها تمكنت من فرض تعليمها بنفسها حيث تلقت دعما من أخويها الفقيدين العزيزين اللذين رحلا مبكرا مام انداك سك و إليمان بوبكر كان كما قالت مرةّ بالإضافة إلى أختها مريم، لتذهب للعاصمة البلجيكية بعد ذلك و تكمل دراستها، عندما التحقت بزوجها مختار توري الذي كان يعمل هناك؛
‏عادت عيستا مع تباشير الإستقلال و انضمت لحزب الشعب الذي ترقت فيه، فقد أشرفت على الكثير من مهامه، خاصة في جانبه النسائي، فقد كانت مسؤولة النشر بمجلته "مريم" وقد عينت بعد ذلك وزيرة للمرأة تتويجا لمسارها الجاد، قبل ان تغادر البلد بعد الإنقلاب الذي لم ترضى به و لم تسر في ذلك التلاعب 
‏حيث انتقلت للعاصمة اديسابابا لتنضم لشبكة النساء الإفريقيات العالمية، وقد اختيرت وقتها مستشارة للعديد من المنظمات في قضايا المرأة المجتمع، وقد سمح لها ذلك بالتنقل بين عدة بلدان إفريقية مثل كينيا وإثيوبيا والجزائر.
عملت على  مخاطبة النساء وتوعيتهن بحقوقهن وقد ركزت في نضالها على قضية تمدرس البنات وحاربت زواج القاصرات وظاهرة "لبلوح" تسمين البنات لتزويجهن وخفاضهن وعملت مع برامج الأمم المتحدة من أجل مساعدة النساء في إفريقيا وحول العالم
على روحها الخلود والسلام