عندما جاء الحكم الفرنسي لموريتانيا كان هنا مائة الف شخص اغلبهم يحمل فيروس الكبد الوبائي...ولم يجدوا هنا اي رباط ولا اي منارة ..ولم تكن هنا صلاة جمعة...ولا عيد فطر..ولا اضحى ..ولا اي شيء دوري متسلسل.
اغلب الناس كانوا يهيمون في البراري خلف مواشيهم ويتبعون حركة الغيوم...ولا يحسبون السنين ولا يعرفونها الا بنزاعات القبائل على نقاط الماء القليلة.
الذين يتحدثون عن الحضارة الموريتانية يتحدثون بقسرية وتعسف..فالحضارة الحقيقية التي شيدت هنا هي هذه التي ننعم بها الآن..الآن ولله الحمد والمنة.
الذين شيدوا الحضارة هم اولئك الرجال العظماء الذين تخرجوا من المدارس الكولونيالية.. وكافحوا وجاهدوا بمثابرة تستحق التقدير والاحترام حتى خرج هذا الشعب التائه من ظلمات البوادي نحو مدنية القرن العشرين.
التنقيب عن نظم اقترفه ذلك..او ارجوزة عبلكها هذا مكابرة وتعمية واستغفال.
الذين بنوا موريتانيا هم جيل التاسيس ..غير ذلك مغالطة كبرى واخطر ما فيها دعوة الناس الى نبذ الأهم والاستتباع لما هو متجاوز .