لا تختلف هذه الإنتخابات الرئاسية عن سابقاتها من حيث غياب البرامج الجادة ، حيث أن الناخب الموريتاني لم يسمع بعد برنامجا إنتخابيا يتسم بالواقعية، فجميع المرشحين خاطبوا المواطن الموريتاني بالوعود المثالية من قبيل سوف نقضي على الفقر والتهميش وسوف يعيش المواطن في بحبوحة من الرفاه قل نظيراها في العالم.
و مع غياب تلك البرامج فإن العقبات في الطريق إلى القصر الرمادي سوف تكون شائكة بالنسبة لكل المرشحين: فمن أهم تلك المطبات التي قد تؤثر على المرشح غزواني هي أنه يعتمد بالأساس على القوى النفعية الموالية تقليديا للمخزن والمكونة أصلا من أرباب النفعية الوجهاء القبليون وكذالك المتنفذين المستفيدين من ريع الدولة وهم عبارة عن سماسرة تنطوي وظيفتهم على عقد صفقات تقسيم الكعكة بعد النزال الإنتخابي.
لكن من الواضح أن غزواني كسر القاعدة بطريقة ساذجة فلا هو استعان ولو مؤقتا بالناخبين المعروفين بالولاء وبيع الضمائر ولا هو استعان برجال لا ينتمون إلى المعسكر التقليدي الآنف الذكر، بل إحتفظ بمعظم أفراد العصبة التي انهكت الموريتانيين فيما يعرف بعشرية البؤس، وهم مجموعة فشلت في تسير المهام التي أسندت لهم من طرف الرئيس المنتهية ولايته، بالإضافة إلى أنهم لا يتمتعون بالقدرة على التأثير الإنتخابي.
وعليه فإن المرشح غزواني قد يصل إلى المقعد بشق الانفس مع أنه مازال بمقدوره تدارك هذه الأخطاء؟
2_ المرشح سيدي محمد ول بوبكر الرجل الذي قذفت به الأقدار إلى هذه الإنتخابات دون سابق تحضير ولا تخطيط سوف يستيقظ ول بوبكر على هزيمة مدوية إذا لم يتحرك ويقترب من القاعدة الشعبية القادرة على إحداث المفاجئة أما إذا ركن إلى حزب تواصل و فلول القادمين من النظام فلن يكون إلا مخلب قط لأنه وببساطة لن يحظى بدعم القاعدة الشعبية لحزب تواصل لأنها في الأصل قاعدة رجعية و الفلول ليسوا أحسن حالا منها فهم عبارة عن قطيع من حزب الإتحاد من أجل الجمهورية لفظهم النظام بعد كذبة المليون إتحادي.
3- برام ول الداه اعبيد ثالث المتنافسين بمقدور الرجل أن يحقق الكثير إذا ما قام بترشيد فائض الرعونة والصلف لديه بحيث يحافظ على الخطاب الراديكالي في الأوساط الريفية والتكتلات الهامشية في آدوابه والقرى حتى يتمكن من فك الشراكة بين الفئات المحرومة وحراس الوهم من وجهاء القبائل و الإقطاعيين ، بالإضافة إلى ذلك يتحتم عليه إنتاج خطاب إعلامي يطمئن أبناء المدن الحضرية من التقدميين أن مكانتهم محفوظة وحقوقهم مصانة مثل باقي الموريتانيين بمختلف شرائحهم وإثنياتهم بعيدا عن ثقافة الإنتقام وترسيخ صورة نمطية عن همجية مكون من مكونات البلد وهو منهج سوف يكون وبالا على برام إن هو ارسى عليه دعائم خطابه الإنتخابي.