أجرت " الشرق اليوم" مقابلة حصرية مع رئيس حزب البناء و التقدم الوزير السابق الأستاذ/ محمد ولد بربص.
وفي ما يلي نص المقابلة:
بداية السيد الرئيس محمد ولد بربص س1ما هو تقييمكم للظرفية السياسية الراهنة؟
بسم لله والصلاة والسلام على رسول لله،
شكرا جزيلا الشرق اليوم على هذه الفرصة ،نحن على ابواب انتخابات رئاسية و في ما يبدولي أنها ستكون ساخنة ،فقد كانت هناك مشاكل ما بين السلطة والمعارضةالرادكالية كما يحلو للبعض هذا التوصيف، وإن كان حقيقة عام 2015 إلى حد الآن كان هناك حوارا ما بين جزء من المعارضة أو ما يسمى بالمعارضة المحاورة بالتأكيد أسس هذا لمناخ مكن من إجراء انتخابات شاركت فيها أطياف معارضة وحصلت خلالها على مكاسب معتبرة ، وقد مكنت أيضا من تنقية الأجواء ولو نسبيا ، يبدولي أيضا أن التزام الرئيس محمد ول عبد العزيز بالتخلي عن السلطة بعث روح الأمل وطمأن السياسيين على مستقبل واعد للموريتانيين، ثمة ساحة كنا نأمل التواجد فيها اكثر ولو بترشحنا في الإستحقاقات القادمة ولكن لا ندري ما إذا كانت ظروفنا تسمح بذالك ، ما نعرفه هو أن هناك الكثير من المتنافسين وصلوا إلى 6 أو7 والظاهر أنه تميز منهم ثلاثة أو اربعة ، من ابرزهم مرشح النظام أو على الأصح مرشح الرئيس الحالي عزيز، وهو محمد ول الشيخ ول محمد أحمد، وقريمه البارز سيد محمد ول بوبكر حيث من الملاحظ التفاف بعض الأطر والكوادر والجماعات حوله وبالتالي سوف يعطيه زخما قويا ، ينضاف إلى هذين الرجلين المرشح ول مولد الذي يعتبر ركيزة أساسية على مستوى احزاب المعارضة التقليدية، والرجل له صيت كبير ولكن من الواضح أن حظ ول الغزواني و ول بوبكر اوفر من الجميع.
س2 هل تعتقد أن الإنتخابات القادمة سوف تنهي حالة الإنقسام في الصف الحرطاني؟ أم أنها ستزيده إنقسما؟
خلافا لما يعتقده البعض لا أرى أن لحراطين نشازا ، لحراطين مكونة هي اكبر مكونات المجتمع الموريتاني تمثل أزيد من 50، من ساكنة هذه الدولة، ردا على السؤال ينبغي أن نعرف أن البظان والزنوج منقسمين على احزاب ومنظمات ونقابات و مجتمع مدني وكل منهم لديه أجنداته داخل مكونته ومن هنا لا ينبغي علينا أن نعتبر تفرق لحراطين بين اليمين واليسار كارثيا، المشين والمقزز والمطلوب تصحيحه هو التنابز الذي نحن في غنى عنه:
أما الإختلاف فليس عارا، المشكلة الأساسية هو النضال النفعي على حساب القضية وعلى حساب السواد الأعظم من لحراطين ، للأسف من الواضح أن الجميع يتسابق لشرب دماء لحراطين وليست المشكلة في عدالة القضية بل في من يحملون هذا الملف، أعتقد أن هذه الإنتخابات فرصة من بين فرص ضائعة في السابق كان بإمكان الطيف الحرطاني أن يظفر بدعم شعب لحراطين وكانت أيضا فرصة لإرغام شركاء الوطن على احترام حقوق لحراطين، وهنا وجب التسائل لماذا لا يهرول الجميع لكسب ود لحراطين؟ لماذا لا يكون زمام الدولة في يد لحراطين من منطلق أنهم أكثرية؟ ما يحز في نفسك أنك ترى الزنوج كتلة واحدة والبظان كتلة واحدة إذا كانت المنافسة مع حرطاني وهذا لا ينطبق علينا نحن لحراطين.
س3 هل قرر ولد بربص أي مرشح؟ وماهي شروطكم التي على أساسها سةف تتخندقون؟
قلت في بداية حديثي أننا كحزب وأنا شخصيا كان بودي أن أترشح بداعي أن يصل خطابنا إلى الجميع واعتقد أنه بإمكاني أن أحقق ما عجز عنه الآخرون بيد أن بعض الظروف منها المادية وكذالك التزكية حواجز حالت دون ذالك الطموح ولكن هذا لا يعني القول أنا أو الطوفان ، نعم لدينا مشروع مجتمعي ونرى أن أي مرشح مستعد لتطبيقه كاملا أو جزئيا ومستعد لإشراكنا فنحن على استعداد لدعمه وللحد الآن لم نلتقي بأي مرشح في هذا الصدد.
س4 لأول مرة تحضر قضية لحراطين بقوة في برامج المرشحين الأقوى هل هو استعداد لإشراك هذه الشريحة؟ أم مناورة لإستمالة الناخبين؟
بكل صراحة كان هناك مستوى عالي من الجرءة على طرح قضية لحراطين ولكننا نتحفظ بشدة لأننا من قبل سمعنا خطابات وتعهدات غالبا ما تتلاشى عند الوصول إلى السلطة ، على العموم هذه مؤشرات مشجعة وهي أن تكون العبودية ومخلفاتها وكذا الفئات الهشة أولوية لدى كافة المرشحين، ما نتمناه أن لا يكون خطابا أجوفا لكن في المقابل علينا أن نعلم أن غالبية لحراطين لم تعود مستعدة للتلاعب بمحنتها والدليل أن هناك حراك قوي من طرف بعض المثقفين من فئة لحراطين من أجل فرض التنفيذ الفعلي لهذه الإلتزامات التي قطعها المرشحون على انفسهم .
س5 ما هي توقعاتكم لنسبة المشاركة من طرف الناخبين؟ وهل تتوقعون شوطا ثانيا؟
هذه الإنتخابات شديدة الأهمية وتعطي الأمل لكافة الموريتانيين في التناوب السلمي على السلطة ، وفي إعتقادي أن تصل فيها نسبة المشاركة إلى مستويات عالية حيث أنها قد تصل إلى 60 أو 70 في المائة نظرا ل عدد المرشحين ورغبة كل مرشح في الحصول على أكبر عدد من الناخبيين،علينا أن لا ننسى أيضا أن الجميع بدأ الحملة قبل الأوان،وهذا سوف يؤدي إلى اشتداد ضراوة الحملة الدعائية وسوف يؤدي ذالك حتما إلى شوط ثاني بين غزواني و ول بوبكر مع احترامي طبعا لباقي المرشحين.
س6 قيل أنكم تقمون بمبادرة ستعلنون عنها قريبا هل من معلومات عن هذه المبادرة؟
هناك لفيف من مثقفي لحراطين وغيرهم من مكونات هذا الشعب لديهم رغبة جامحة في بلورة رأي موحد موجه إلى الشعب وإلى المرشحين وهناك قاعدة عريضة تتبنى هذا الطرح المتمثل في تشخيص واقع لحراطين وعليه فإن أي مرشح صادق ومستعد "ل" تبني رؤيتنا حتما سوف يحظى بدعمنا وأنا شخصيا مستعد للتنازل عن الترشح سعيا في سبيل تطبيق بنود تلك الوثيقة المشار إليها اعلاه .
س7 هل المرشح بيرام من خياراتكم؟
أود أن اقوم تصويب هذا السؤال، هل نحن من خيارات المرشح برام؟أم لا ؟ نحن نعتبر كل المرشحين خيارات بالنسبة لنا وعليه فإن أي مرشح سوف يتقاسم معنا هذا الطرح أو مستعد لتحقيق آمالنا و طمحاتنا ومستعد لحمل هموم لحراطين ، "ف" نحن على استعداد للتخندق خلفه أما إذا اظهر عكس ذالك ففي إعتقادي أننا لن نتعامل معه من منطلق حضورنا في مسرح الأحداث وبالتالي لن تخدعنا الخطابات الجوفاء.
أجرى المقابلة : الزميل إبراهيم ولد خطري
