بالأمس فجرا بعد تأخر ايقاظها للأولاد لصلاة الصبح، تلمس حفيدها جسد جدته ،فلاحظ غياب الحركة و برودة الجسم ،و بعد نقلها للمستشفى، تأكد من الوفاة .رحمها الله .
هي الموت تأتى بغتة أحيانا .
خالتى رحلت فى هدوء .و لا نقول إلا المأثور المقبول ،بإذن الله.لله ما أخذ و له ما أعطى و كل شيئ عنده بأحل مسمى .و إنا لله و إنا إليه راجعون .
عاشت حياتها مستقيمة ،قدمت المثال فى الصبر و الوفاء ،حيث أصيب زوجها فى حادث أليم ،فظل منذو سنة ١٩٧٤إلى سنة ١٩٩٥،مريضا طريح الفراش ،مدة واحد و عشرين سنة.
فكانت نعم الرفيق الصبور الوفي ،على منحى نموذجي ،ضرب المثل فى العهد و الصبر بحق .
الجميع ،جيرانا و معارف يشهد لها بحسن الخلق و السيرة و الحكمة و العقل .و لعلها مناسبة للقول،إن المرأة عندنا ،غالبا ما تؤدى نماذج رفيعة من المسؤولية و الوفاء و الحكمة،كانت أم المؤمنين بنت عبد المعطى ول الحسن الشريفة الشمسدية ،إحدى أمثلتها المعطاء،رحمها الله .
إذا تضافرت المصائب صبرت،و إذا ضاقت الظروف ،تسببت بعفاف و مهارة،و إذا خالطت الناس ،قدمت من نصحها و نموذجها الطيب .
اللهم ارحمها و تجاوز عنها و ارفعها فى الفردوس الأعلى من الجنة .
و للتاريخ و التدقيق، توفيت إميلم بنت عبد المعطى ول الحسن ،عن عمر زاد على الخمس والستين ،أمس الخميس ،الموافق 14/2/2019.
اللهم اجعلها ممن قلت" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا " و من الذين قلت فيهم: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ".
هكذا الحياة تمنحك أحيانا ،فرصة اللقاء و التعايش ،مع قامات كبيرة،و قد لا يتاح التأمل المتئد العميق ،فى مسارها الإيجابي النموذجي إلا بعد رحيلها .اللهم ألهمنا الصبر و السلوان.و أقولها مجددا ،محتسبا صابرا.إنا لله و إنا إليه راجعون .