عبر هزات التاريخ وحقب الاستبداد والاستعباد ظلت مدينة روسو(المدينة الفاضلة) قلعة منيعة في وجه الدخلاء والملثمين من البرابرة فقد أبت شهامة أبنائها وساكنيها إلا أن تظل شامخة كطود الملائكي العظيم الذي شكل حمي للمستعبدين والمهمشين من أبناء العبيد والعبيد السابقين بفضل عدالة قادتها وملوكها ذوي البشرة السوداء الداكنة جاعلين منها سفحا جبليا للحرية والمساواة عصية علي الغزاة الذين شكلوا أسرابا بشرية وجيشوا جيشا عرمرما من اجل إسقاط عظمة خلفيتها البشرية السوداء ثم شهدت موجات بشرية من نخاسة وباعة الرقيق لكن ظلت الحصن المنيع المحصن من السقوط في أيادي الموحدين الملثمين مشكلة حصنا دينا من اجل سد الطريق أمام شعوذة وهجمات المرابطين بعنصرية الفقه وسير الغدر في قصص نكاح الخدم وإباحية استعباد الإنسان من طرف أخيه الإنسان أن مدينة القوارب الشراعية وزوارق الانفتاح ومراسي العدل المساواة عكست جذواة نبراسا حضاريا تتحطم علي سخرته وحجريته السوداء غل كل متحيز لفئة أو طائفة رادعا لكل أشير كذاب يريد الوشاية بين أبناء الخالفة السوداء ( الخلقية الكحلة) ،إذ أن محاظرها العلمية التي تشكل جذوة الفقه الرباني الذي حال دون تسرب ترهات أفقهة الكتب الصفراء من أراء واجتهادات الأيمة وفقهاء المجلوبة من بلاد المنارة والرباط وعبادة السلطان وحب المال المناولة في عادلة الوحي الذي نزل علي المصطفي وسماحة هدي القران وعبق الدين الإسلام الحنيف فقد ذاع صيت محاظر المدينة بين مثيلاتها وضربت إليها كباد الإبل ودبـرت سرابيل طلب العلم من شدة امتطاء ظهور العيس نحو قبلتها الإيمانية الروحانية ناهيك عن الكرم وإكرام الضيف.
فقد ظلت المدينة الفاضلة عتيدة علي الغزاة من فقهاء النخاسة وعلماء الجيب وقساويس الحاكم فهي غنية عن فتاوى الرجعيين من الإقطاعيين وقضاة وحكام وولاة الاستعباديين رافضة أن يحكمها غير أبنائها البررة ذوي الأصول والمشارب العرقية المتداخلة والممتزجة امتزاج الذقن مع عود البخور في خضم هذه الحياة في ظلمتها في شدتها وأهوالها وفي حزنها وكروبها تغلق الأبواب فتذرف الأعين وتتقاطر الدموع انهيارا فتذبل ورود الطبقية وتتساقط أوراق الغضب وينكسر غصن الفوارق الاجتماعية ويجف رحيق التفاضل النسبي فيموت الغل ويضمحل الحسد الذي جني الفتن وبرهة بريق يسود الصمت ويتكلم أنين القلوب وتعود السعادة إلي زهاها ويرجع النهر الأخوة إلى تدفقه ومصبه وتظهر شمس الانعتاق بازغة جازمة عن المغيب إذانا بديمومة الحياة وتستمر سُنة الله في خلقه غدوا ورواح وينقشع الضباب وتعود الحياة إلي مجراها الطبيعي فهناك أناس تذهب وآخرون يأتوا.
أختي ليلي أم الكفاح والنضال نيزاك ونبراس البسالة والتضحية فلا تحزني ذلك الحزن ولا تذرفي الدموعك ولا توقفي عجلة الزمن فكم من سيدات حزن فزاد حزنهن حزناً ثم حذارى من أن ترفعي يداك إلي السماء مبتهلة إلي الرحمن في جوف الليل والناس نيام فقد تيتمني أطفالا وترملي امرأة لا حول لها ولا قوة بل مغلوبة علي أمر بعلها الأجفوسياسي ..! فهل تناسيت انك مازلت أما للتضحية و النضال فلا تحزين وأنت تتذكرين قول المصطفي عليه الصلاة والسلام لعن الله من فوق سبع سموات من استخف .... ؟؟ فلك أقولك لا تحزين وأنت الأعلى..، لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا.. فقد يفقد المرء أبواه فيحزن فلم يعدهم ذاك الحزن للحياة؟! فكم من إمرء فقيرا وغيره من جلادين محبوس في دينه .. وكم من أخر لا يملك وسيلة نقل.. وسواه مبتور القدمين وكم من أخر يشكو من آلام ، وآخرون مرقدون على الأسرة البيضاء منذ سنوات فالعار ليس أن يطالب أبناء "الخالفة الكحلة" وأحفادهم بالإنصاف بتقسيم عادل للملكية العقارية والزراعية من تركة السلف الصالح ثم يزج بهم في غياهيب السجون من طرفة غرباء جاءوا بالأمس القريب مشردين من المغرب الأقصي والأدني ليقيموا مستعمرة علي مقابر الأجداد ويقالون لهم قولة اليهود لصالح الدين "ها نحن فرضنا سيطرتنا علي أراضي الخالفة الكحلة ولاة وحكما وقضاة ورؤساء مراكز ومحاكم بل نحاكم أحفادكم ظلما وعدونا علي ما جناه أسلافهم العصيين فقد ضيع أحفادكم الأمانة وسلمونا حكم الولاية علي طبق من ذهب دون أي مقاومة أو معاندة فقد عدنا وبها أنخنا ولن نرتحل إلا شواظا.
أخواتي أسيرات البعول والإخوة لا تخزين سنناضل من اجل استعادة ما اغتصب منا قهرا سنشرب ماء النهر زولا لا ونتنفس ابق الحرية سواسيا ونمسك مزامن سيف العدل جندا مجندا ونمتطي صهوة جواد المساواة والعدل في نخوب الشاي عطرا مزركشا حذارى ثم حذارى من أن تحزن فالحزن يقبض له القلب ، ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح ، ويتلاشى معه الأمل سنقحم بأنفسنا إلي التهلكة من اجل المساواة والعدل أو نموت فنرمي جثامنا في مزابل التاريخ جيفا فلا رحم الله تلك الأرواح الدنيئة التي لا تصن الحرطانية كرامتها ولا عرضا ، أشبالنا حذاري فالحزن يزعجك من الماضي ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك في متاهات التنظير واحتمالات وقراءة المستقبل ، حذاري فالحزن يسرُّ العدو ، ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد ، ويغيِّر عليك الحقائق سنثور علي مهندسي الإبادات الجماعية وزعزعة الأمن وزراع الفتن ونجني ثمار الإيمان والفداء في الرد عن العرض والحرمة النسب فسعدي لمن جنا من صياصم ثمرة الطاعة والمحبة .. كل مطيع لله مستأنس وكل عاص لله مستوحش بسبب زرع الكراهية بين أبناء الشعب الواحد.
أختي مريم إلي أنين قلب ووجع انفراديتك وأغلال روحانك أصغي والي إضرابك عن الطعام في كهوف سجون الجلادين يخفق قلبي وأتأبط إلي فعل المستحيل رغبة في الاغتسال من لعنة الرجولة وانأ أنام ليلا وامرح ضحي وتارة أخلني استمع إلي تذمرك من أن لو كان والديك أحياء لبتك أذان الجنرالات حتى تخرجين من مغارات سجون الاستعباديين الظلمة فلا تحزين يا آخت الدين والجار والذود عن الشرف فالحزن لا يردُّ مفقوداً ، ولا يبعث ميتاً ، ولا يردُّ قدراً ، ولا يجلب نفعاً أيام قلائل وسينقع الحزن من براثين الوطيس وأبهة الفحولة وقهر الرجال وزغاريد الخدم أيام نحسات ونقضي علي مذنبة الشيطان من تقوقع الذل وجشع البؤم وبؤس الرويبص وقنوط المرجف وإحباط الغريق بقوة العزيمة يضمحلل الفشل الذريع، فسلاحنا الهي ونذري مدعما بالقدرة والإرادة الإلهية " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً" إن المقلب ذليل أحري الانقلاب علي السلم الأهلي والانسجام الاجتماعي الذي يشكل خطا احمر ولا يمكن السكوت عليه إن مدينة الخالفة الكحلة لن ترضي ولن تقبل بدوس الكرامة وتدنيس الشرف حتى لا يوجد منهم والي ولا قاض ورئيس محكمة وهم أهل العلم ومشكاة الفقه ونبراس الوصول وقلعة الحرية والشرف مما لا يدع مجالا لاستجلاب مرتزقة من الإقطاعيين الاستعباديين وتوليهم زمام الأمور في معهد ارض الإسلاف والأجداد وترك أحفادهم غرباء علي تراث سلفهم الصالح لان المرض يزول ، والمصاب يحول ، والذنب يُغفر ، والدَّيْن يُقضى ، والمحبوس يُفك ، والغائب يَقدم ، والعاصي يتوب ، والفقير يَغتني وبذا يعود عصب الحياة إلي حفدة الخالفة الكحلة وبعطاء لكل ذي حق حقه دون غبن أو إقصاء.
أختي مريم المثني وزوج أخي الأستاذ ابن بلال إياك اعني فهو الذي احترق من اجل أن يحترق ويخرج قضاة وحكام وولاة من اجل من يحكموا عليه بالإعدام ووصفوه بالطرف والغلو فهم الأنكاد المناكدوا لا تخافي ولا تحزني علي أستاذي فكل أمره خيرا فعجباً لأمر أستاذي إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سرَّاء فشكر كان خيراً له وإن أصابته ضرَّاء فصبر كان خيراً له " أختي المناضلة أنت الآن في المراتب العليا لأهل الدثور والأجور فأنت على خير في ضرائك وسرائك وغناك وفقرك وشدتك ورخائك وانتظار الأجر والمثوبة من عند الله "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " فشمائل والخصائص كثيرة ولا تحصي ولا تعد فأنت من روَّاد التوحيد ، وحملة لواء الله ، وأهل القبلة ، وعندك أصل حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فعندك خير وأنت لا تدري فلا تراعي أقوال الناس ولا تصرفاتهم فالناس لا يملكون ضراً ولا نفعاً ، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ولا ثواباً ولا عقاباً ،، وقديماً قيل : من راقب الناس مات همَّاً أما ترين السحاب الأسود كيف ينقشع ، والليل البهيم كيف ينجلي ، والعاصفة كيف تهدأ ؟ إذاً فشدائدك إلى رخـاء وعيشك إلى صفاء ومستقبلك إلى نعماء ، إن شاء الله ستتغير الأيام الخوالي وينسك العدل وتميع العدالة وينشد الطير أغانيه البلحة إذانا بعدالة الله بين خلقه وعلي وجه المعمورة ، أختي في الله إذا بارت بك الحيل وضاقت عليك السُّبل وانتهت الآمال وتقطعت بك الحبال فنادي وقلى . يا الله بك المعتصماه واليك الرجاه وطلق أسيرا في الأغلال ظلما وعدنا فبالله وبحق القران وقداسة الكعبة ومنقض الصحيفة وهازم الأحزاب أسالك أن تفك أسراه وتنزل بأسره وسجنه كل كرب وبلاء كما أنزلته بقاتل الحسين وعلي وعثمان فالرب إليك يصغي في دجاء الليل.
أختي في الدين والإسلام والعرف والجار زوج المناضل جيبي فالكر خير من الفر تعوذي من الشيطان وقفي شامخة القامة فارغة من الحزن فالقضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع والأقلام جفت ، والصحف طويت ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر تسلحي بسلاح الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام حنما ضاقت عليه مكة بما رجت من مضايقة اليهود هو ردفه أبي بكر رضي الله عنه وهما في الغار واعلمي إن جيبي صو رفيق ثاني اثنين إذ هما في الغار فقدت باضت عليهم حمائم السلم والنضال ونسجت عناكب الأخوة نياشيم الانتصار فالأيام سجال يوم نسأ ويوم نذل ويوم نحزن ويوم نفرح ونعز ونمرح لان السجن أفرخت الحرب والسجال من سنن العدل والمحن والابتلاء نويبض الحاكم متى ترى عيناه تلك الهامات الشامخة من فتيان العبيد وأبناء البيض التقدميين محامين وحماة الوحدة الوطنية فانه سيدعى إلي الموت خلف الحوامل من سوء خطاه الشريدة والعجب من عاقل يرى استيلاء الموت على أقرانه وجيرانه وكيف يطيب عيشه! وكيف لا يستعد له! إن المنهمك في الدنيا، المكب على غرورها المحب لشهواتها يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت، وإذا ذُكّر به كرهه ونفر منه، ومن لم يتذكر الموت اليوم ويستعد له فاجأه في غده وهو في غفلة من أمره وفي شغل عنه.
وخلاصة للقول أردت التطفل علي الشعر ولست بشاعر:
أخواتي إنني لحاكم أسفا من هول سلطان جحنـدي
وإنني لباه بكاء الرسل وما اقل المواقف التي تبكني
الأستاذ: محمدورزك محمود الرازكه
رئيس منظمة مرصد الحوار الشبابي لتذويب الفوارق الاجتماعية