أنه في معركة عض الأصابع و الإستدرار بين الرياض و أسطنبول و واشنطن و العواصم الغربية لن يكون هنالك أو يظهر للعالم سوى نفس الحجج والتحليلات المضادة و الخطابات و الإتصالات و الزيارات الهوليودية و تكرار نفس الكلام الذي كان بحوزة ألأتراك وحوزة الجزيرة منذ ما قبل مقتل الرجل و تلك وحدها جريمة .
و هي نفس الأدلة و المعلومات التي ظهرت في أول يوم و أعترفت بها المملكة لاحقا لاجديد سوى التقطير و التسريب المعاد بماكنة الخصم الإعلامية التدميرية لأسباب يعرفها المطلعون على دهاليز السياسة الدولية و أقبيتها " تشفي و إبتزاز و توازن رعب و تسجيل نقاط و إستدرار أموال "
كل مافي الأمر أن هناك عملية إغتيال أمنية و سياسية فاشلة.
كانت منذ البداية تحت انظار الاتراك و علم جهات اخرى إعلامية و دبلوماسية و أمنية و لم يسارع أي منهم الانقاذ الرجل " الذي سارع إلى حتفه منذ أن كان مجندا في أفغانستان رحمه الله " و كل ذلك من اجل استدرار المملكة و تسوية ملفات اخرى تخص وادي الذئاب .
واهم من يظن أن في السياسة الدولية و علاقاتها حقيقة او عدالة أو عقاب " هناك فقط دعاية و ابتزاز و توازن رعب و مصالح كماتروج له ماكنة الجزيرة و كماتسمعون من تنديدات الغرب المنافق .
تركيا نفسها شريكة مع أطراف دولية أخرى ضالعة في العملية الإستخباراتية الفاشلة بالعلم و التواطئ و السكوت و التدليس و محاولة الإستدرار التي ظهرت اليوم في خطاب أردوكان الذي أفرغته قطر و ماكينتها و حملتها و محلليها من محتواه منذ اليوم الأول للعملية .
وهذه العملية ليست الاولى في العالم و لن تكون الاخيرة
وزير خارجية ليبيا سابقا في مصر و الحريري في لبنان و احسين كامل في العراق و ابو اياد في تونس و اللوزي بسورية و كارلوس في السودان و عبدالله أوجلان في كينيا و تركيا نفسها و توما سانكارا في بوركينا فاسوا و المبحوح في الإمارات و بن بركة في فرنسا التي تزعق و أبو حفص في موريتانيا .
السياسيين و الحقوقيين و الإعلاميين و العملاء المزدوجين عليهم دائما أن يكونوا على موعد مع الإغتيال او السجن أو التغييب و التضحية بهم ضمن لعبة الأمم و الشعوب بين أقطاب السلطة و النفوذ و دوائر المال و الأمن و الأعمال .
هكذا علمتنا أسفار الشعوب و حكايات السلطة و النفوذ .
أنتهى ملف خشقجي رحمه الله و زوبعة قناة الجزيرة التي في رفوفها و أرشيفها الوثائقي أكثر من حكاية مشابهة و ليس أقلها وآخرها إنقلابات حكامها على آباءهم .
و في نهاية مسلسل وادي الذئاب سنظل ندين الجرم و الخطيئة و الإغتيال و القتل .