يعتبر عالما عند الناس من درس المتون القديمة معتبرا اياها في حد ذاتهاعلما وهي في اغلبها مجرد وثائق تاريخية... وليست علوما بالمعنى الاكاديمي للكلمة.
لقد كان مولاي عبد الحفيظ العلوي عالما جليلا بمعايير عصور الانحطاط وقد ألف كتبا كثيرة في كل وجهة حتى وصل به الامر لوضع تأليف لشرح احمرار ولد بونا....وقد استخدم صفة العالم العابد لاثارة القلاقل وخلع اخيه من العرش..وتم له ذلك ولقب بعالم السلاطين وسلطان العلماء..واندفع يحارب في كل سبيل ولم يهتم بالمشاكل البنيوية.. ففي زمانه كان المغرب يكتظ بالفقهاء والشعراء والخطباء لكن لم يكن فيه من الاطباء سوى عشرة اشخاص من طائفة اليهود..!
لم يكن هناك مهندس او تقني ...لم يكن هناك الا الحكايات القديمة.
فدحر عند اول تواصل مدفعي ..واتوا به ذليلا خانعا.. ووقع اتفاقية الهزيمة واكتشف الناس انه كان يزايد ويراوغ فنشر لهم قصيدته الحزينة براءة المتهم يصف فيها مرارة التخلف واثم الادبار والانكفاء على الكتب الصفراء...
حاول التكيف مع الوضع الجديد لكن المقيم الفرنسي فرضه على الاستقالة واجلاس اصغر الاخوة مكانه ..ورحلوه ترحيلا...وسجلت لنا الكاميرات غضبته على رصيف سلا وتحطيمه بغل وقهر للمظلة السلطانية التي كان يتوارثها ملوك المغرب..!
عاش بين اسبانيا وفرنسا ...وبعد خيبة امله في الكتب الصفراء اندفع يبدد ما لديه من مال على طاولات القمار..ووصل به الفقر الى نصب الشراك للحمائم فوق القباب التي تغنى عليها طويلا في رقيق شعره..
الخلاصة : الحق احق ان يتبع وما اهدر طاقات الامة الا تضييعها لوقتها في تكرار المكرور وشرح البديهي المشروح.. وسجعه وتفصيله.
النهضة هي اتخاذ اسباب القوة والتحرر من القيود الذهنية وكهنة البوادي.
النهضة هي الاهتمام بما اقول انا واصنائي ...ونبذ دعاة التخلف والنكوص.