في خضم ما تشهده الساحة السياسيه من تخمة الترشحات اختلط الحابل بأخيه و ميعت العمليه السياسيه ايما تمييع واخرجت الارض اثقالها. حيث افرزت الساحه مترشحين من كل الأصناف والألوان والأشكال وبدي من الصعب معرفة الصالح من الطالح والعام و الخاص والفرد والمجتمع والنافع والضار والطيب والخبيث والحلو والمر والجاهل والعالم والفقيه والمتفيقه والمسرحي والإداري والدبلوماسي والمحلل والخبير والاسكافي و النادل كل من يخطر لك وما لا يخطر لك ترشح.. وفي خضم هذه الفوضي العارمه لم تحمل اغلب هذه الترشحات اية أفكار ولا رؤي ولا خطط كل ما حملت ليست إلا شعارات معادة ومكررة ومنتهية الصلاحيه وغير قابل للإنتاج من جديد لأن الزمن اكل عليها وشرب ولم تعد صالحة للزمكان. إذن هي انتخابات مجنونة _مزعجة_مقرفه_مقززة بكل المقاييس. هذه الفوضي جعلت العملية الانتخابية تفقد طعمها وراءحتها ورونقها وبريقها الذي عهدناه.. قرابة المائة حزب شاركت في العمليه بكل اصنافها وبات من الصعب علي المستقلة للانتخابات السيطرة علي هذا الكم الهائل من اللوائح وهو ما شعرت به الأحزاب وجعلها تلجئ الي عمليه الائتلاف والدفع باللوائح المشتركة. هي إذن عمليه معقدة ومزعجة بدءا بالاستقبال الملفات والتدقيق بها مرورا بطباعة اللوائح وبطاقات التصويت وتوفير الكم الهائل من المكاتب والتمثيل الحزبي داخل مكتب التصويت كيف لمكتب أن يستوعب هذا العدد من الممثلين _غير معقول وغير مستساغ _ووصولا الي العملية الضبطية لكل الأصوات وانتهاءا بالتصويت وفرز النتائج والطعن والتبابز - إذن هي بكل تأكيد عمليه معقدة ايما تعقيد وتحتاج الي الكثير من اليقظة والجديه و الإخلاص. وبما أن العملية هذا هو ديدنها فربما سيئاتها أكثر من حسناتها فمن حسناتها أن العملية ستعري الكثير والكثير من الأحزاب التي لا تحمل مشروعا ولا فكرا ولا هم يحزنون وهذا مهم وفي تلك الحاله سيسحب من الحزب الترخيص ويرمي في سلة المهملات ولا هم يرجعون لأنه خلاص - حصل ما في الصدور - ومن سيئاتها أن العملية ربما تفرز مترشحين لا تربطهم اية علاقه بمشروع الحزب الذي رشحهم نتيجة لأن المترشح هو من تمت دعوته للترشح واعتمادا على شعبيته هو وليس الحزب فيصبح المترشح في حل من أي التزام بمشروع الحزب وربما يطلقه بالثلاث وربما يكبر عليه أربعا... ونتيجة لما تحمله الساحة السياسية الان من الزبد فإنه لا محال سيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس نرجوا أن يمكث في الأرض.. وتبقى العملية السياسية الحاليه المتخومة ليست إلا سحابة صيف وستنتهي ولو بعد حين... حفظ الله موريتانيا عتاك عمر ابيليل _ناشط سياسي