يشهد بلدنا هذه الأيام نشاطا محموما تحضيرا لحدث سياسي يشكل منعطفا في تجربتها الديمقراطية يتمثل في انتخابات تشريعية وبلدية وجهوية تليها لاحقا انتخابات رئاسية مصيرية فبدأت كل الأحزاب السياسية بما فيها أحزاب المنتدى التي قاطعت الاستحقاقت الماضية تتحرك تحركا جديا وتصعد عدتها للفوز بالأغلبية المنشودة كل حسب جهده بما يوحي بقوة التنافس هذه المرة.
وإن حزبنا حزب الاتحاد من أجل الجمهورية يخوض غمار هذه الاستحقاقات الهامة بعزيمة قوية وبإرادة جادة وقد أعد العدة اللازمة بعد أن شكل لجانا فنية بإشراف مباشر من قادة الحزب عهد إليها بفرز واعتماد المترشحين فى الدوائر الانتخابية بعد التشاور الميداني مع الفاعلين المحليين داخل كل دائرة وهو ما تم بالفعل بكل شفافية ووضوح.
استمعت اللجان إلى آراء الناس واستقبلت المقترحات وأحالتها إلي قيادة الحزب التي عكفت عليها مدة أسبوعين بدراستها وتمحيصها واتخاذ قرار بشأنها.
واليوم وبعد أن اتخذ الحزب قراره الموفق واعتمد لائحة مرشحيه في الدوائر، فلم يعد أمام مناضليه ومنتسبيه من خيار غير القبول والمباركة فذلك ما يمليه الواجب ويقتضيه الالتزام السياسي ويتطلبه الانضباط الحزبي.
من هنا فإني أوجه دعوة إلى كل المنتسبين خاصة أولئك الذين كانوا يتوقعون ويطمحون إلى اعتمادهم كمرشحين إلى الانضباط والانصياع لهذه الاختيارات الملزمة بالانخراط فى الحملات الانتخابية داخل دوائرهم بكل تفان وإخلاص حتى نكسب الرهان ونضمن فوز حزبنا بالأغلبية المطلوبة وأن لا ننسي أننا أمام استحقاقات رئاسية مصيرية هي الأخرى تعتبر هذه الانتخابات مدخلا ومؤشرا للقدرة على كسبها.
ومما يدعو إلى الاعتزاز ويبعث على الأمل أن حزبنا يخوض هذه المعركة وقد أصبح بفضل قيادته أكثر قوة وتماسكا وقدرة على الحشد والتعبئة والاستقطاب كما أكدت حملة الانتساب الأخيرة التي أظهر فيها المواطنون مستوى تمسكهم بالخيارات والتوجيهات القادمة للنظام الوطني بقيادة الأخ الرئيس محمد ولدعبد العزيز.
إن انضباطنا لقرارات حزبنا والتفاني في معركته الانتخابية والتمسك بهذه الخيارات هو معيار للولاء. فإن التزمنا نكون صادقين في هذا الولاء وإن حدنا لا قدر الله فسنسقط من كل حساب لنصبح في دائرة الانتهازيين الحرباويين.
من هنا أدعو كل المناضلين الحالمين بغد أفضل مواصلة العطاء داخل حزبنا دعما لقيادتنا العليا التي عبرت بنا إلى بر الأمان من واقع ملتهب إلى واقع أرحب أصبحنا فيه فاعلين كبارا فى نادي الكبار وبشهادة "الكبار".
تصديقا وتأكيدا لما كنا نقول ونحن "الصغار" هنا منذ 2009 ويسخر منا بعض المعجبين والمنبهرين بــ"الكبار".
إن معركتنا طويلة والنضال السياسي بالنسبة لنا لا يرتبط بموسم سياسي معين ولا بوضعية خاصة بل هو نضال متواصل ومستمر وعطاء لا يتوقف ومسؤولياتنا تملي علينا وتدعونا إلى العمل على حشد كل الطاقات وبذل كل الجهود وتجاوز الصراعات والترفع فوق الحسابات الضيقة والحساسيات المريضة والتركيز على إيجاد المناخ المناسب لخلق المناضل الصلب المسلح بثقافة تبعث على الأمل والثقة فى المستقبل الواعد بحول الله القادر على مواجهة ثقافة التأزيم والإحباط ودعاة الانقسام والتناحر.