شكل نتائج التنصيب الأخير بالعاصمة نواكشوط رسالة بالغة الدلالة عن عمق التحكم فى مجريات العملية، وهشاشة القوى المعارضةللتحالف الممسك بالحزب الحاكم، وعلى مقدمتها الوزير الأول يحي ولد حدمين.
وبحسب النتائج النهائية فقد تمكن التحالف المحسوب على رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيظى محمد ولد محم من حسم ٧ أقسام، وخسارة واحد (دار النعيم) وترك آخر (عرفات) ، تقديرا للرجل الأول داخل المؤسسة العسكرية، ودعما للحاضنة الشعبية المقربة منه.
وتشير النتائج النهائية إلى استقرار التحالف الممسك بتيارت ولكصر( حيث تم التجديد لأثنين من المقربين من رئيس الحزب الحاكم، وتم تنصيب أقرب مساعديه رئيسا لقسم تفرغ زينه (موسى ولد الصوفى) بعد أن رفضت عمدة المقاطعة كل الضغوط التى مارسها الوزير الأول يحي ولد حدمين من أجل اجبارها على فك الارتباط مع التحالف الذى يقوده ولد محم، أو طرح مرشح آخر، كما تم انتخاب كاتب ولد محم ونجل الفقيه المشهور بون عمر لي رئيسا لقسم الرياض، ليكون أول زنجى يقود الرياض، بعد أن أختار العمدة وبعض رموز الأرقاء السابقين التحالف مع الوزير الأول يحي ولد حدمين خلال الأشهر الأخيرة.
وفى توجنين تم اختيار "مكيه ولد الخومانى" رئيسا لقسم المقاطعة، وهو شقيق أبرز معاونى سيدى محمد ولد محم "سيداتى ولد الخومانى" وأحد المقربين جدا منه. كما تم دعم الفدرالى "أحمد جدو ولد الزين" فى مساعيه الرامية للفوز بفدرالى نواكشوط الشمالية للمرة الثانية ، وهو أحد قادة التمرد على الوزير الأول داخل الحاضنة القبلية المشتركة، وشقيقه أحد المقالين من المجلس الإسلامى الأعلى لأسباب مجهولة خلال الفترة الأخيرة.
وفى مقاطعة السبخة تمكنت حليفة رئيس الحزب الحاكم سيدى محمد ولد محم وعضو مجلس الشيوخ السابق "رابى حيدره" من الفوز بالقسم، وهو ماتحقق محمد سالم ولد مرزوك فى الميناء، وهو أحد أركان التحالف الجديد، بينما لم يتدخل الحلف فى عرفات، رغم أن رئيس قسمها هو عضو مجموعة "أوفياء" بقيادة موسى ولد الصوفى.
ومع نهاية العملية تمكن حلف الوزير الأول يحي ولد حدمين من تأمين قسم "دار النعيم" عبر اختيار القيادى "صمب"رئيسا له ، مستعينا بتحالف قبلى يطمح للفدرالى بنواكشوط الشمالية، ويضم بعض الأطر والموظفين فى الخارجية وبعض الدوائر الحكومية الأخرى.