قال وزير المالية ان الدولة لن تدفع قرشا واحدا عن الصعايدة...وتنكر لهم تمام التنكر .. بعد ان تم الاستحواذ على العقارات التي حصلوا عليها وعلى مدار سنوات طويلة...وكأن وزير المالية لا يعلم ان اغلب العقارات المنصوبة في كبيتال والمناطق التجارية ذات القيمة العالية توجد الآن بحوزة رموز هذا النظام الفاسد وذلك بفضل الشبكة الرضوية.. وهي شبكة من صميم النظام الحاكم الذي يمثل هذا الغر المنعتق من كل عقال.. وجهه المالي والجبائي الاشرس.
لكم كان سخيفا وتوتولوجيا خصوصا حين قال انها عمليات بين بالغين وقد تمت بالتراضي...متجاهلا ان كل عمليات النصب تتم بالتراضي وان كل عمليات الاحتيال تحصل بين البالغين ...هذا هو الاستعباط..وتحصيل الحاصل..واحتقار ذكاء الناس بعينه.
هل يستطيع ان ينكر انه كان على علم مسبق بما حدث..قبل حدوثه؟
هل يستطيع انكار علمه المسبق بتنظيم سلاسل سماسرة لترتيب جريمة التسويق الهرمي المحظورة عالميا ؟
هل يستطيع ان ينكر ان الثقة العمومية في العمليات الصعيدية ناتجة عن اقتناع الناس بوجود صلة روحية بين شيخ الصعايدة ورئيس الجمهورية؟
ثم اذا كان الامر لا علاقة للدولة به...فلماذا تواصل لعقد من الزمن ؟
ولماذا منحت الدولة هذا الصعيدي رخصة استغلال فوسفات بوفال لايهام الناس بقدرته على قضاء الديون؟
الم يكونوا على علم بالمبالغ الضخمة التي اقترض محي الدين ولد ابوه من هذا الشيخ ليكمل بها مطار ام التونسي؟
الم يكونوا سعداء بتمويله لورشة المطار بعد ان رفضت كل البنوك مرافقة المشروع المفلس؟
ثم لماذا تركوا الحبل على الغارب؟
ولماذا كلفوا سرية المرافقات بالدرك الوطني بجرد مفرزة كاملة لحمايته و مفرزة لحماية قريته؟
ولماذا..تركوا له وسائل الاعلام واصطفوا في ولائمه.. وكرسوه امام الملأ كبابا لكنيسة المور-الارثوذكس.. واماما لهم وشيخا اكبرا ؟
ولماذا...ولماذا؟
في أي دولة طبيعية حين يحدث هذا النوع من الجرائم الجماهيرية تتم محاكمة رئيس السلطة النقدية.. ووزير المالية.. ومدير الامن ..بتهمة التقصير في المسؤولية..
حكومة موريتانيا ضالعة حتى الاذنين ولم تتغاضى فقط.. بل شاركت في حبك هذه العملية غير المسبوقة التي تم بها تشييد المطار الدولى ..وبها تم وضع اليد على جل العقارات الثمينة في البلاد من قبل رجالات الحكم ..وبها تم تحريك الجموع الغوغائية في حراك النصرة الذي حشد نصف مليون راس في أكبر عملية تهريج في العالم.
لقد انتهت الحاجة في هذا الصعيدي البائس..وسيتم رميه بالطين والاوحال والتخلص منه وربما تحميله وحده كل المسؤولية..وسيصلبونه ليطهروا انفسهم وسيتناسون عن حقيقة امره الواضحة..فهو مجرد ضحية وكومبارس ساذج في مسرح الدمى الموريتانية...والنصاب الحقيقي ذلك الذي يمسك بكل خيوط الدمى ويسلب الناس اموالهم بهذه الطريقة ...أما الرضا المسكين فهو شخص بسيط التعليم ومحدود الموارد ..وأغلب ظني انه في شروده وهيمانه لا يتمتع بمقاصده ومداركه تمام التمتع..!
من المضحكات المريرة في السنوات الماضية.. تواتر مصادر عديدة من محيط السلطة على ارجاع البرود المفتعل في علاقاتنا بالمغرب الى خوف شخص الرئيس من تحذيرات وجهها له الشيخ الصعيدي تقضي بتجنب مصافحة عاهل المغرب ؟
اليوم يبدو ان فخامته تحرر من هذه التحذيرات وبات لا يهتم بها فاستقبل سفير المغرب ويبدو انه سيستقبل العاهل العلوي نفسه في القمة الوشيكة..
سبب هذا التفسير الميتافيزيقي توطيد لعبة الايهام وتأكيد اكذوبة تبعية الرئيس للشيخ الصعيدي.. وبقبول الاول لهكذا ترويج يتحقق عين التواطؤ في الاحتيال وركنه المادي الابرز..!
وعلى كل حال يتضح ان من اقحم هذا الحجاب في العلاقات الدولية ...هو من ادخله دنيا الاقتصاد... وفوق كل ذي علم عليم..!
تواتر هذه التفسيرات الميتافيزيقية لعمق الصلة بين الرئيس وحجابه وتداعياتها المادية ..تتماشى مع الحقيقة الصلبة العنيدة والشنيعة... والتي تقول : ان الشيخ الصعيدي مجرد درويش صنعت له سمعة روحية وتجارية وتم استغلاله في كل الاتجاهات والآن ستتخلص منه العصابة الحاكمة...وبيوتكم وممتلكاتكم -ياعباد الله- قد تحولت الى اوراق كلينيكس.. مجرد أوراق توجد عليها اعترافات بديون غير قابلة للاستيفاء..!
فنقعوها بالماء البارد.. وحين يذوب الحبر في الماء ضعوا بعض السكر واشربوه من باب الرقية الفولكلورية المحصنة لكم في المستقبل من وباء النصب الهرمي.
لا تخدعوا انفسكم..فقد انتهت اللعبة ..
ويا من شبكنا يخلصنا ..!!
لا يفوتني في الختام ان أعزي في هذا المصاب الجلل ..كل الذين اخرجوا من بيوتهم..خصوصا النساء الرميلات والعواجيز من القوم واباء البنات الكثيرات ...ولله الأمر من قبل ومن بعد..
وانا لله وانا اليه راجعون.