وصف مدينة “كرو” بأنها بوابة الشرق الموريتاني، وأهم مقاطعات ولاية لعصابة، حيث تقع على بعد 50 كلم غرب مدينة كيفه عاصمة الولاية، وتشكل محورا تنمويا وثقافيا واقتصاديا مهما، باعتبارها نقطة تلاقي بين تكانت ولعصابة وآفطوط، ومجرى سيول تكانت وبلار، ونظرا لتربعها في قلب موريتانيا وكونها خاصرة الوطن التي تقع بين أطرافه الأربع وتربِط بَعضَه ببعض، باعتبارها الممر الرئيسي لولايات الشرق الموريتاني.
وتشكل المقاطعة رافدا سياحيا وتجاريا حيا، وفر إنتاجا اقتصاديا قديما مثل تجارة الضمغ، والتمور… وذلك بفضل الموقع الجغرافي المتميز الخصب، إذ تضم واحات نخيل كثيرة مثل (التقديون الثلاث، جوك، انتاكات، كرو، كامور، أدي اجريد، هذا مع مجاري المياه العذبة (إريجي الغايرة كيطاره، اعوينت لحباره)، وغير ذلك من العناصر الطبيعية الجذابة كالطيور والأشجار المثمرة.
كرويويعتمد سكان المدينة على التجارة والتنمية الرعوية، كما أن وجود عاصمة المقاطعة على طريق الأمل أنعش حركة المبادلات التجارية بينها وبين البلديات والقرى التابعة لها، وكذلك بينها وبين بقية مقاطعات الولاية.
غير أن الحالة العامة للسكان هذا العام تطبعها الصعوبة نظرا لارتفاع الأسعار وضعف العملة الوطنية واستفحال البطالة بين شبابها بعد الركود الاقتصادي في دول المهجر، الذي فاقم من حالة الأوضاع المعيشية للمواطنين، هذا بالإضافة إلى قلة الأمطار الذي أثر سلبا على المراعي والمحاصيل الزراعية، كما تعاني بلديات المقاطعة الأربع من ضعف ومحدودية الخدمات الصحية.
الجانب الثقافي
مدينة كرو
تحتل المقاطعة مكانة تاريخية وثقافية كبيرة لما تتوفر عليه من رصيد ثقافي وديني بمحاظرها العلمية ومعالمها الأثرية، وقد أنجبت كوكبة من العلماء والأدباء يصعب حصرهم وتتبع أسمائهم، حيث تعد ضمن المدن الموريتانية الأكثر عطاء وتميزا في المجال الثقافي والعلمي.
فقد عرفت قديما وحديثا بكونها مركز إشعاع علمي رائد فمنها ينحدر العلامة محمد الأمين الشنقيطي، ويحيان ولد الشيخ الحسين، ومحمد عبد الله ولد الإمام، وأبناء مايابى الذين شاع نور علمهم في سماء المشرق العربي.. ومنها كذلك عدة شخصيات علمية وأدبية وسياسية، كان لها الدور البارز في نشر الثقافة الشنقيطية في مختلف المحافل العالمية.
وتشتهر مقاطعة كرو بشكل خاص بانتشار الثقافة التعليمية المحظرية، حيث تتميز بمحاظرها التي تعلم دين الله للقادمين من المدن الموريتانية والدول الإفريقية المجاورة، وقد خرجت هذه المحاظر الكثير من علماء البلد وأطره.