محمد أمين : سأبقى هنا الى ان يقال هذا قبرك يامحمد..بعد مائة عام ونيف ..! " تدوينة "

أربعاء, 2018-06-06 19:30

لقد اكلت حصتي من الغربة ..ومن التبغ..ومن الثلوج.. ومن الضباب.
وسأبقى هنا الى ان يقال هذا قبرك يامحمد..بعد مائة عام ونيف ..!
نعم فليس ذلك مستحيلا في ايامنا الجميلة هذه..ايام التقدم الطبي والحضاري.. ومن حقي ان اتمنى مشاهدة دفنكم جميعا ..بل يحق لي بعد كل هذه الحسرة ان اتطلع لان اكون العجوز الشاهد.. والباقي الوحيد.. من زمانكم الغبي والمحتقن والحقود...وماذلك على الله بعزيز.
اذا حصل ذلك كونوا على يقين انني ساقول لأحفادكم.. انكم كنتم دويلة فاشلة ...يسكنها شعب سافل...!
وسأقول لهم ان القضاء هنا كان من النوع الرخيص والمنحاز.. وان صحافتكم مجاميع اميين...!
ساحدثهم عن سذاجتكم... وعن كيف تحولتم لنكتة صعيدية يسخر منها العرب والعجم .. وسأحدثهم عن الفقهاء الذين يشككون في دوران الارض.. ويرفضون مساواة البشر...!
اذا كتب الله واستدعتني أمجاد السماوات العلوية اليها (بعد قرن من الآن) ومات حسادي جميعا قبلي بقرابة قرن ... وكان ولا بد من وضعي في خيمة الحق...وانا لله وانا اليه راجعون..
اتمنى ان لايدخل على اي احد من أحفاد اعدائي.. وارجو ان لا يقف على قبري اي شخص سبق وخاصمني في حياتي ..أو خاصمني جده ..والأحسن ان يكون لي قبران واحد لا يعرفه الا الخاصة.. وآخر للتمويه ..كما هي تقاليد بعض الاسر العتيدة في تراثنا المكين.. تراثنا نحن اصحاب روابي تاوداغوست.
وسأكون سعيدا وممتنا لو نقش بالخط الكوفي على شاهد القبر هنا يرقد الاستاذ محمد ولد امين رجل الدولة الذي وقف في وجه متفيقهة البوادي وأدعياء العلم ومروجي الغل وكهنة الطبقية.
سأكون فرحا لو دفنت معي مرافعاتي عن العبيد الآبقين وعن "المعيلم" الطائش.. لاواجه بها ملائكة السؤال فلا زاد معي أتلمس به المغفرة سوى فضل ربي .. وانني ساهمت ولو بكلمة حق واحدة -أمام سلطان جائر وشعب جاهل- في منع الكل من اعدام شخص تمنع الشريعة الغراء قتله حسب فهمي لكلام الله وما ثبت عندي من اقوال رسوله صلى الله عليه وسلم.