سافرت مع ملوك الجن بعيدا في الزمن السحيق..ووجدتني وعقاب الجو يمخر بي عباب السماوات اعود لرمال صحراء مولدي البهيج...هناك حيث تختلط العواطف الغامرة بالاحقاد الصلبة وحيث يتوارث الناس المحبة والكراهية في نفس الوقت.
وكيف انسى ساعة تراءت لي اشباح قبيلة كاملة من الكائنات الشفافة تجلس بترتيب فوق الكثيب الغربي الاكبر.. وفي وسطها مخلوق ضخم.. ؟
ثم اختفى الكل في عميق الذكرى وغبار السنين.
انتهى القحط وتفتقت النباتات على جنبات الكثيب الجليل المطل على بلدة المولد والمدفن...وتغير الناس كثيرا فقد أخمدت المدنية جذوة الحقد في جلهم...واوقدت الحاجات الجديدة اللامتناهية أطماعا جديدة.. وميلا للمواربة والمداهنة.
ما أقبح البدوي الأصيل حين يتمسكن...فالبداوة رفض وتمنع او لا تكون.
وحتى الجن الموريتاني اصبح ضعيفا ومنافقا...لقد تاب كل الابالسة واقسموا على السجود لكل عابر.. والركوع لكل بشر!
فلنبحث عن مداءات للجنون الاعظم.. بعيدا عن هذه الربوع المهدورة المائعة المتلونة.
وسلام على غشاوة الظلمة.. وعلى المعروف بالضرورة من اسرار الخلود.
سلام على اوسكار مان!
على ايريكا...ابنة الساحر توماس
واعوذ بالله من عائلة تتعاطى السحر في وضح النهار وتجعل منه ارقى أدب.
نقلا من صفحة الوزير و الاديب محمد أمين على الفيسبوك