قبل سنة كنت دائما أشير إلى أن المعارضة " السرية" سوف تضلل الرأي العام بمواقفها من الحوار الذي أخترناه في المعارضة "العلنية " سبيلا مع النظام للخروج بالبلاد من أزماتها السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية و الأمنية و الحكاماتية و أنها في النهاية سوف تشارك في نتائجه التي لن تجد أفضل منها .
بالأمس إكتشف من كانوا يراهنون على صمودها و قدرة تلك (المعارضة التقليدية ) على فرض التغيير او إسقاط التعديلات او منع تغيير العلم أو إلغاء مجلس الشيوخ و النشيد أنهم كانوا يراهنون على سراب و يرددون أحلام يقظة بعيدة كل البعد عن الواقع و طبيعة المعطيات .
اليوم يعلن تكتل القوى الديمقراطية القديمة مشاركته دون أن يحقق (بممانعته) أية ضمانات من عريضته و شركائه في المنتدى و G2 بعد أن أيقن أن صمود رفاقه في المعارضة المقاطعة دائما هو صمود علني فقط بعد تسرب فضيحة ( منتدى _ كيت ) و (تواصل _ كيت ) .
الليلة لم أستغرب هذه المواقف و لا تلك الحوارات السرية و لا هذه المشاركات للاحقة لأن تجربتنا مع هذه الأحزاب البالية منذ العام 92 مرورا ب2006 و 2007 و 2009 و 2011 علمتنا بأنهم يقاطعون علنا و يحاورون سرا و يشاركون دوما في نتائج الحوارات و تحت سقف الإنقلابات و الدساتير و الإستفتاءات التي كانوا يرفضونها و يحرضون عليها و يهاجمون من يشارك فيها و يجيرون اتباعهم ضددها .
غدا أتمنى لهم حظا سعيد و نصيبا وافرا رغم أن الجماهير و الأجيال الحرة لا تحب من يتلاعب بمشاعرها و يرتهن طاقاتها و يكبح جماح نضالها و أحلامها المشروعة في التغييرلأجل نزواته و حساباته الإنتهازية و الوصولية و التسلقية عبر الحقب و الأزمنة مع كل الأنظمة التي حكمت البلاد .
# لا تبيعونا الأوهام بعد اليوم .
# ولا تزايدوا علينا في التضحية و النضال .
# بلغوا سلامي لمدوني التعاطف و علمي و نشيدي و مسيراتي 
# حظ سعيد للجميع .