الطينطان: استياء السكان من اشغال ATTM

أحد, 2015-01-11 14:59

للمرة الرابعة ــ وعلى مدى الأعوام السبعة الماضية ــ تحشد شركة ATTM معداتها وتصدر الأوامر لعمالها بتهيئة وسفلتة مسافة الستة كيلومترات الرابطة بين أحياء طيبة وصونداج بمدينة الطينطان.

المرة الأولى كانت بُعيد نكبة سيل الطينطان بأسبوع وكان الدافع للإسراع بتهيئتها آنئذ هو انسداد طريق الأمل، بفعل سيول أغسطس 2007م وتكدُّسُه بأسراب السيارات القادمة من نواكشوط ومالي وقتئذ، إلا أن العمل سيتوقف بها أسابيع قليلة بعد ذلك، لتستمر الأتربة المنبعثة من هذا الطريق ــ وعلى مدار الساعة ــ مصدر إزعاج ورافدا يسبب المتاعب الصحية، لساكنة أحياء طيبة وزمزم وصونداج ومفتاح العافية ودار البركة.

بعد ذلك بثلاث سنوات وتحديدا سنة 2010م استؤنفت الأعمال في نفس الحلقة من الطريق، استئنافُ الأشغال هذه المرة، كان مسبوقا بجملة من الاحتجاجات الشعبية أعرب عنها ساكنة هذه الأحياء تكررت أكثر من مرة، وتخللها ــ على ما أذكر ــ إغلاق متعمد للطريق، إلا أن استئناف الأشغال في الطريق آنئذ لم يكن أفضل حالا من سابقه، حيث توقف العمل بها بعد أن لم يبق أشغالها إلا طبقة الإسفلت النهائية والأخيرة، ليذهب مجهود الشركة المُكلّف لإدارتها ماديا والمضنيُّ لعمالها بدنيا، والمفضي لتهالك معداتها لوجستيا، ســدًى، ولتعود دوامة الغبار من جديد وتتلبد سماء الأحياء المذكورة به آناء الليل وأطراف النهار .

وفي شهر يوليو 2014م، أصدر المدير السابق لشركة ATTM، أحمد ولد محمدن وبعد تحققه من المخاطر الناجمة عن استمرار انبعاث الغبار على ساكنة هذه الأحياء، أصدر أوامره لعمال الشركة بالشروع في سفلتة هذه الجزئية من الطريق، وعلى الفور، باشرت الشركة عملها في المكان، لتصل بعد شهر ونصف من العمل الدؤوب إلى المرحلة نفسها ( مرحلة جاهزية الطريق لاستقبال طبقة الإسفلت النهائية و الأخيرة)، إلا أن المدير الحالي للشركة أعلي ولد الفيرك، قرر ــ على ما يبدو ــ إيقاف العمل بالطريق، مباشرة بعد تعيينه مديرا للشركة، لتضيع وللمرة الثالثة خلال تاريخ هذه الجزئية من الطريق، جهود الشركة في مهب الريح .

الغالبية العظمى من سكان هذه الأحياء روادهم التفكير خلال الأسابيع الأخيرة، باللجوء إلى القضاء لمساءلة الشركة عن الحالات المرضية وحالات الوفاة التي وقع بعض السكان ضحية لها طيلة السنوات السبعة الماضية، وا طالب بعضهم بإرسال وفد من الأحياء المتضررة لمقابلة وزير التجهيز والنقل والتعبير له عن معاناتهم أو إرسال رسائل مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية أو إلى معالي الوزير الأول.

ساكنة هذه الأحياء فتحوا أعينهم صبيحة هذا اليوم الأحد الموافق 11 / 01 / 2015 على معدات الشركة في عين المكان بل وشروعها بالفعل في الأشغال من جديد، إلا أن فرحتهم بانطلاقة الأشغال هذه المرة أفسدها عليهم حضور ذكريات الانطلاقات المرتبكة في السابق، ولسان حالهم يقول : حَسَنٌ : " شيء خير من لا شيء، لكن الأمور بخواتمها !!!"​

محمد ولد الداده - مراسل أقلام، الحوض الغربي