عام مضى و يجيء بعد العام عام.. و قضية الحقوق أو أم القضايا الحقوقية المنكبية ( قضية العبودية أو قضية لحراطين ) لمّا تراوح مكانها من الحل.. صحيح أنها دولت فطرحت في هيئات و منتديات عالمية و أشبعت نقاشا... و صحيح أيضا أن سمعة دولتنا المنكبية صارت في آفاق الكون الرحيب سيئة، و صحيح أيضا أنه تم تصنيف منكبنا دوليا كالدولة الاستعبادية الاولى عالميا.. و صحيح أن الصخب و الضجيج الذي واكب كل هذا و ذاك أحرج حكوماتنا البرزخية.. ثم ماذا.. ؟ هل صحيح أن حال ضحايا العبودية و مخلفاتها تغير نحو الأفضل ؟ هل تحسن التعليم و الصحة... في آدوابه و القرى الشبيهة ؟ هل زال الظلم عن "لحراطين في الكبات و الكزرات ؟ بل في النيمروات المشرعة في توجنين و عرفات... هل صحيح أنه نتيجة لنضالات الأخيار انتهت مآسي احراطين شمامه بنهاية العام 2017 ؟ هل صحيح أنه طُبّق مبدأ التمييز الإيجابي في التعيينات و المسابقات و التمويلات و الترقيات... ؟ هل تحسنت أحوال أصحاب المظالم و الحقوق نحو الأفضل و الأحسن ؟ إن غياب الحلول التوافقية بين الدولة و المناضلين الحقوقيين من جهة، و بين الحقوقيين أنفسهم من جهة أخرى، و اعتبار الحكومة للتنظيمات الحقوقية أعداء للوطن و النظام في أغلب الأحوال، و في أفضلها أُجراء عندهم و غياب الشراكة من أبجديات التعامل، و الخلاف غير المبرر بين التشكيلات الحقوقية – خاصة الحرطانية – و تجاهلهم للقواسم المشتركة بينهم، و لغاياتهم و أهدافهم التي يفترض أنهم يطمحون إليها... كلها عوامل ضمن أخرى جعلت من حل القضية أمرا يكاد يكون مستعصيا.. إذ أن الإجابة على سؤال ماذا تريدون ؟ تكون مائعة غالبا. و قد يختلف عليها الحقوقيون كأختلافهم دون وجود نقاط تلاقي أو مساحة جامعة.. إن الأخلافات التي تلاحظ بين أطر لحراطين ليست من الخلاف في شيء فهي حالة طبيعية و قد تنم عن وعي ما لم يتم تحويلها إلى "خلاف".. غير أن تحويل كل اختلاف فينا إلى خلاف هو الوضعية غير الصحية التي تجعل الآخر يضحك منا، و يتعنت أكثر.. بل و يستمر في الأستمتاع بعذاباتنا و صراخنا..! مما لا يختلف عليه إثنان هو زيادة الوعي بالمظالم و ضرورة رفعها بين صفوف لحراطين – و هي نعمة من الله و ليست منة من فرد أو تنظيم – نتيجة لتراكمات نضالية مختلفة، و ظرفية وطنية و اقليمية و دولية.. و أيضا الأنتشار الواسع لوسائل الإعلام و الوسائط الاجتماعية، و الانفتاح العالمي، و كذلك دور المثقفين من لحراطين على اختلاف جهاتهم و مناطقهم... غير أنه على منظمات و أحزاب لحراطين الحقوقية و السياسية أستغلال ذلك الوعي إيجابيا، و تأطيره ليشكل حاضنة اجتماعية للمناضلين السياسيين و الحقوقيين من أبناء لحراطين دون غيرهم.. و إبعاد ذلك الوعي عن سرطان القبيلة و دعواتها النتئة التي لم يحصد لحراطين منها غير التبعية و الأزدراء.. كما عليهم تأطير ذلك الوعي في إطاراته الوطنية ( منظمات و أحزاب... ) الساعية لدولة مدنية أساسها العدل و المساواة...