لا يخفي على أي مراقب للساحة الحزبية أن جناح الأخوان في موريتانيا حزب تواصل فقد بريقه في ظل حالة كبيرة من الارتباك و غياب الإستراتيجية و ربما فقدان الهدف.
و هذا ما جعل قادة هذا الحزب يعيشون أسوء أيامهم السياسية و احلكها فما كان يحظي به الحزب من تفاعل تحول إلى أوهام و بالتالي أحست القيادة الحالية أنه لا إستراتيجية مفعلة لتعاطي مع متطلبات الجماهير التي سئمت نخبوية الخطاب.
أن التغيير المنتظر في قيادة حزب تواصل لا يزيد الحزب إلا تشرذما لسبب بسيط هو أنه حسب المتوقع سيتقدم الخطباء على الخبراء ، أما البعد الثاني فان هذا الحزب معظم أنصاره من أنصار المرجعية الأخوانية التي لا تؤمن بنتائج الديمقراطية و هذه المرجعية يمثلها ثاني منظر للحركة الاخوانية بعد الحسن البنا و هو السيد/ قطب و الذي يرفض تماما تحكيم الشعب كمصدر لسلطات و يقول قطب في مقال له بجريدة الأخبار بتاريخ 8 أغشت 1956 تحت عنوان ( استجواب إلى البطل محمد نجيب) ان الرجعية التي تتستر بالدستور و هذا الدستور لا يستطيع حمايتنا من الفساد أن لم تمضوا أنتم في التطهير الشامل للعبثين من أي نشاط دستوري لا يبيح الحرية إلا لشرفاء قد أحتمل هذا الشعب دكتاتورية شريرية خمسة عشر عاما أفلا يحتمل دكتاتورية عادلة نظيفة ستة أشهر؟
أمام هذه المعطيات فأن حزب " تواصل" مهما انتخب أو حافظ على قياداته سوف يخسر مستقبل الصراع مهما أوجد من التبريرات لنفسه ، لسبب بسيط هو عدم إدراك الحزب أن الإنسان الموريتاني لم يعد تقنعه الشعارات البراقة ، و الخطابات التي أثبت الواقع ان من تولوا الشأن العام من تواصل لم يقدموا نموذج الذي بشروا به في دوائرهم الانتخابية.
و بالتالي يصبح حتميا على ما تبقي من شباب هذا الحزب أن ينظم نفسه و يحاول اكتساب الخبرات الفكرية و التنظيمية و التكتيكية التي تأهلهم و تطرحهم كبديل في الوقت المناسب فهذه القيادية الحالية لم تتعلم من أزماتها.