
أتعجب من الذين يستغربون صمت وتخاذل المعارضة عن الوقوف مع السيناتور ولد غدة بعد أن شجعته وأغرته ودفعته بحماس رجالاتها في الساحات حتى تمادى في حرق كل أوراقه وقذف بكل ما لديه ببراءة.!! لم يدرِ المسكين أن المعارضة في بلدنا مجرد "تيفاية" باعت مصلحة شعب بأكمله , فكيف لا تبيع فردا؟! فلو كانت المعارضة مخلصة وتعمل على بناء الوطن ومقاومة المفسدين بإخلاص ونوايا صادقة لكان أي حاكم وافد مهما كان جبروته وسطوته يحسب لها ألف حساب ,ولكان الشعب متحمسا لها ولدعمها ,ولتكوّنت بتضافر الجهود قوى تحرك المياه الراكدة ويكون لها دور سياسي فعال في الساحة الوطنية ولها كلمة في المنابر الدولية لطرح قضايا وطنها وإظهار خروقات الحكام وظلمهم للشعب , ومن يدري فقد تنقلب الموازين وتفوز في الانتخابات الرئاسية اذا ما وقفت بالمرصاد للتزوير والغش فلا مستحيل في قاموس الحياة , والصعوبات مهما كانت يمكن التغلب عليها. إن ما يسمى ـ مجازا ـ بالمعارضة , وخاصة المعارضة الموريتانية , في أغلبها , واهنة.. جشعة ,لا تبحث الا عن مصالحها الشخصية ولا تفاوض النظام سرا او علنا الا على المقاعد والمناصب لأعضائها أو أبناء قادتها أوتعيين وزراء أو مسؤولين من قرابتها أو المحسوبين عليها , لا على مصلحة الشعب أو من أجل الوطن , فالشعب بالنسبة لها مجرد خزان انتخابي أو سلعة رائجة بيدها لا غير. إن الشعب هو عبارة في قاموس المعارضة عن مجرد ارقام تفاخر بكثرة حضوره في مهرجاناتها الاستعراضية الكرنفالية. البلد الآن بحاجة الى رجال وطنيين يتمتعون بالشجاعة ,يعلنون القطيعة التامة مع النمط الحالي للجيل القديم من المعارضة ويحاولون بجد وإخلاص لعب دور وطني بحكمة ورزانة ونية صادقة والمشاركة بفاعلية مع الشرفاء والخيرين والغيورين من أبناء الوطن الذين لم تتلطخ أياديهم بالمؤامرات والمكائد ونهب خيرات الشعب. وما دام الحال على ما هو عليه ,فلا بد أن نستخلص الدروس والعبر من موقف المعارضة المتخاذل اللامبالي من قضية السيناتور محمد ولد غدة الذي دعمها ووقف معها في السر والعلن وآزرها بنفسه وماله , فكان جزاؤه كجزاء سينمار , حيث تركته يواجه مصيره بنفسه ,حتى عبارات الشجب والادانة الفارغة من المحتوى لم نعد نسمعها , وإنما اكتفت بالتفرج عليه من بعيد وهو يرفل في سلاسله واغلاله ويكاد يقضي من الجوع بسبب الاضراب عن الطعام. وهنا لا بد من وقفة تأمل يعقبها تساؤل مشروع : بالله عليكم ,أهذه معارضة يمكن الاعتماد عليها في الدفاع عن مصالح الشعب وتحمل مسؤوليته في المستقبل؟ أترك لكم الاجابة!!