الموريتانيون هم زنوج وعرب. هذا تصنيف سليم
الموريتانيون هم وولوف, بلار, سوننكي, عرب بيض (البيظان) وعرب سود (لحراطين). هذا تصنيف سليم
الموريتانيون شيء أخر, ذالك غير مقبول و غير وارد اللهم إلا إذا كان بعض العرب السود يدعون أصولا زنجية تبرر اختلاف ألوانهم عن إخوانهم من العرب البيض و هذا ادعاء مقبول لمن استطاع منهم إيجاد أصول زنجية فعلية و ملموسة له وإلا فعلى الكل الانطلاق من واقعه الذي يعيشه و هو أن البيظان و لحراطين عرب باللسان و هذا يكفي لتعريبهما غاضين الطرف عن الألوان و الأشكال لأنه ليس كل من يتكلم العربية وابيض البشرة عربي في الأصل (أكثرية البيظان عجم) وليحمدوا الله على عروبتهم حتى وان كانت بفعل الصدفة لان الانتماء لامة حبيبنا وشفيعنا محمد رسول الله عليه الصلاة و السلام مدعاة للفخر لكل مسلم ولكن فخرا بالإسلام وبحبيب المسلمين وليس تعاليا على من ليسوا عرب لأننا لسنا خيرا منهم وقد يكونون خيرا منا إن اطاعو الله أكثر.
العروبة مفخرة لنا لأنها امة خير البرية و حبيبنا عليه الصلاة و السلام وليس لسبب اخر لانها هي نفسها امة ابى جهل, أمية ابن خلف و أبى لهب.
قد يقول قائل أين لمعلمين وازناكة وايكاون من المجتمع العربي؟ ولكنني أجيبه بان يتفقدهم في المجتمعات الأخرى من زنوج البلد فسيجدهم في نفس المواقع لهم في العرب وبنفس التصنيف الاجتماعي.
قد يسال عن العبيد في الزنوج؟ سأجيبه بنفس السؤال, من هم العبيد في مجتمع العرب؟ لان العبودية لم تعد موجودة فيما يزعم و يدعي أكثر من سيثيرون هذه التساؤلات.
ولكنني اتفق معهم على أنها اختفت على الأقل في النصوص القانونية للبلد, لكن لو افترضنا انه بالفعل اختفى العبد. هل اختفى الحرطاني هل اختفى لمعلم, ازناكي, ايكيوو البيظاني؟ ابدا لم ولن تختفي هذه العبارات والتصنيفات من المجتمع قد يعتق العبد فيصبح حرا وحينها يدعى حرطانيا و حرطانيا فحسب لكنه لن يصير بيظانيا و لا معلما و لا ازناكي ولا ايكيو و العكس صحيح لكل من ينتمي لفئة أخرى.
فلماذا هذا الجهد الجهيد من طرف البعض من البيظان و البعض من لحراطين لطمس وإخفاء كلمة لحراطين التي يرى اكبر كم من الشعب الموريتاني ذاته و هويته فيها و اللتين يعتز بهما مهما كان حكم التاريخ فيهما.
وإذا كانوا يريدونها رديفة للعبودية فلماذا تختفي هذه و تبقى الاخرى ولماذا كان هناك حراطين يملكون العبيد, هل نبلغ من السذاجة حد أن نتصور عبدا يملك عبدا أو نصدقه.
قد لا يعبا بعض البيظان لهذه التجزئة بين الحرطاني و العبد لانهم لا يقتنعون بتحرير العبيد و لا يحبذونه فتعمدوا تسمية العبد تارة بالعبد و تارة بالحرطاني ليبقى في كلتا الحالتين مملوكا وخادما فأصبح الحرطاني و مهما على شانه حرطانيا للخيمة الفولانية من البيظان بقت لام الملك مقرونة به وهم يدعون تحريره.
ولكن إذا كانت موريتانيا قد تحررت من العبيد مهما كانت أصنافهم فما الضير في إن تكون حرطانيا طالما أنت عبدا سابقا من عرب موريتانيا؟ قد يدعي بعض الحراطين خلو تاريخه من الرق و لكن ما الفرق في أن تكون حرطانيا حديث عهد بالعبودية أو حرطانيا لم يكن يوما عبدا فأنت حرطاني و خلاص.
هنالك أشياء لم يكتب للشخص أن يختارها لنفسه, ومن بين هذه الأشياء اسمه, لونه و انتمائه العرقي.
هل كنا لنعرف أن الاسم الحقيقي لمنديلا هو موديبا بعد أن أصبح نلسون مانديلا؟
هل كنا لنعرف أن الاسم الحقيقي لمارتين لوثر كينك هو ميخائيل بدل مارتين؟
هل استطاع مايكل جاكسون تغيير هويته بعد عمليته المشهورة التي خرج منها بلون وشكل مغايرين؟
ولكم أن تجيبوا على هذه الأسئلة بأنفسكم.
ولكن لماذا كانت الأسئلة عن أشخاص من نفس الفئة (سود البشرة)؟
لأنها بشرة مقرونة بالمعانات و التهميش والشعور بالدونية و هذه هي الأسباب التي تجعل الإنسان يفكر في تغيير ذاته.
ولو قدر للإنسان أن يختار هذه الأشياء لنفسه لما وجد اختلاف بين اثنين و لحلت مشكلة موريتانيا العويصة والبسيطة لمن نور الله قلبه.
المهم يا موريتانيين هي موريتانيا والخير للأصلح, و اعتقد فيما اعتقده أن العنصرية ليست موجودة بمعناها الحاد بقدر ما يوجد إصرار البعض على التغاضي عن وقائع يجب التعامل معها, و مباركة البعض الأخر ممن يفترض بان الأمر سينصفهم باعتبارهم من الشرائح المهمشة (بالمفهوم الشمولي) إلا إنهم يحرصون أكثر من غيرهم على بقاء الحال كما هو, لحوائج في أنفسهم (بالمفهوم الخصوصي).
مما تسبب في تباين التشخيصات للمشاكل المطروحة وهذا هو الإشكال الأكبر لان من لم يتفقوا على التشخيص لا حظ لهم في الحلول مهما كانت قريبة و مواتية للكل.
مفتاح ولد فال ولد اصنيب