
وتلك حقيقة تاريخية لا علاقة لها بالسياسة ولا متاجرة بها وعلى سبيل المثال حين انتقل العميد فيليكس هوفوات بوانييه الى الحياة الابدية ذهب الرييس مختار لتعزية ذويه وسار في جنازته رفقة عشرات الروساء والزعماء والمشاهير الذين أتوا لمراسم جنازة ذلك الحكيم العظيم وكان مختار بحكم السن والمكانة في الصف الأمامي بين الوزير الاول احمدو درامان واتارا ورئيس برلمان كوت ديفوار هنري كونان بيدييه وفِي الخط الأمامي بقربهم روساء فرنسا وأمريكا وألمانيا والقاصد الرسولي للحبر الأعظم الكاثوليكي...
حين وصلت الجنازة لكاتدرائية ياماسكرو توقف مختار عند البوابة ودلف الكل بمن فيهم رئيس وزراء موريتانيا ووزير خارجيتها ساعتها وبالمناسبة تقصدا عدم تحيته!
انتبه لوضعه الغريب السيد نبيه بري رئيس برلمان لبنان فسأله عن السبب فقال هامسا: لا اعرف الحكم الشرعي في دخول الكنائس واخشى ان تكون فيه شبهة.
خرج الجميع ووجدوه أمامهم ولم يمتعض احد من امتناعه من دخول تلكم الكاتدرائية لأنهم يعرفون انه شخص مسلم يحترم معتقدات الجميع ويتمسك بمعتقداته الخاصة.
ما لا يعرفه الكثيرون ان المدنية وتقبل الحضارة لا يعني ابدا الخروج من الملة او المجاهرة بالفاحشة .
بالمناسبة قال لي احد مقربيه انه ساله قبيل وفاته عن هل بقيت أمنية عنده لم تتحقق ؟
فقال انه يتحسر لامر واحد وهو انه لأسباب ديبلوماسية لم يستطع دعوة العميد هوفوات بوانييه لدخول الاسلام خصوصا لما لمس في حكيم كوتديفوار من نقاء الفطرة.
لقد كان رحمه الله مثالا للمسلم الورع المستقيم والمتحضر.