في الأيام الماضية كثر الهرج والمرج من هنا و هناك، ما بين الحكومة الناكرة لوجود الظاهرة أصلا و تمثل ذلك في المؤتمر الصحفي الأخير لرئيس الجمهورية، و المنظمات الحقوقية من جهة أخرى التي
لديها مئات الملفات أمام القضاء الموريتاني ( قضية امبيريكه ضحية أشميم و والدتها اخديجه و أبناءها الأخيرة مثلت أمام القاضي الأسبوع الماضي) .
من هنا كحقوقي أدين هذه الظاهرة المشينة و التي تهدد أمن و وحدة البلاد و العباد، لذلك سأحاول إذا افترضنا جدلا أن العبودية في موريتانيا شرعية ، فتعالوا لنطرح التساؤل التالي: هل العبودية مقترنة بسواد البشرة؟ إذا كان الجواب: نعم . فما هو الدليل؟ و إذا كان الجواب: لا. فلماذا حكم على كل صاحب بشرة سوداء في موريتانيا أن يكون عبدا؟ ! و لماذا تبقى العبودية ملتصقة بالموريتانيين حتى لو تحرروا؟ فمثلا النظام اليوم يجيش مؤسسته الدينية للحرب على المنظمات الحقوقية وخاصة المختصة للدفاع عن العبودية، أطرح السؤال التالي على هذه المؤسسة : أي منهم يستطيع أن يزوج ابنته لحرطاني لأنه يرضى عن دينه و خلقه؟
إجابة على هذا نجد الإسلام لا يدعو لأمر دعوة دعائية . فهاهو زيد بن حارثة رضي الله عنه يتزوج بزينب بنت جحش ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم، فسبحان الله القرشيات يتزوجن بالموالي و الموريتانيات أكبر من ذلك ! هذا في المجال الاجتماعي.
أما في المجال العسكري فلا أحد من الصحابة رضوان الله عليهم يعترض على إمارة أسامة بن زيد رضي الله عنهما على كبار المهاجرين و الأنصار بل اعترض المنافقون فقط . لا تعليق.
على هذا نخرج بالتالي: أن الإسلام جاء ليحارب الظلم و طبعا العبودية من بين تجليات الظلم الذي كان سائدا في المجتمعات الجاهلية، لذالك طرح الإسلام الاستراتجية التالية:
أولا: غلق جميع الأبواب المؤدية إلى العبودية ما عدى باب الأسر في الجهاد في سبيل الله .
ثانيا: اعتماد التحرير في الكفارات و الديات محاربة للظاهرة.
ثالثا: المعاملة الحسنة للموالي مكنت من إيجاد جباهذة العلماء من أمثال سالم مولى أبي حذيفة الذي قال عنه عمر رضي الله عنهما : (لو أن سالما حي لوليته الخلافة ) و هاهو نافع مولى ابن عمر رضي الله عنه الذي يشار إليه في السلسلة الذهبية في الموطأ ( مالك عن نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم) و مجاهد و عطاء و عكرمة ...إلخ.
و أخيرا أردت أن أبين الحالة من خلال الموقف الشرعي بعيدا عن القوانين الوضعية ، لأننا كمسلمين أكثر استماعا و اقتناعا بكل ما هو نابع من الدين الإسلامي، فعلينا جميع كوطنيين أن نتجه إلى شرعية العبودية بدلا من مرتنتها.
الكاتب سيدي سول