
حينما تعد آلة الجزيرة الإعلامية الهدامة الزمن بالثوان و الدقائق و الساعات ، فقط خمسة أبام من قرار أخوات قطر الخليجيات ترويض فتى الدوحة الجامح و المتهور ، الذي خيلت إليه شياطينه و سدنته من باعة الدين و العقيدة و الأوطان صحة نهجه و سلامة سلوكه ، أتذكر تلك الشاشات الزيتونية التي يطل علينا منها من حين لآخر ذلك الجنرال الأمريكي ليوافنا بصور دك حصون بغداد و دقة تصويب و اصابة ضربات التحالف الأمريكي لغزو العراق للأهداف المدنية و العسكرية العراقية التي تضرب من قطر ، حينما ينشغل صحفيوا الجزيرة بمراقبة عقارب الساعات و مفكرات الزمن من عقر آلة هدم الشعوب العربية التي تأويهم ، أتذكر ليالي شتاء بغداد الطويلة و صقيع الموصل يلفح أجساد الماجدات العراقيات و شمس البصرة زوالا تكلح وجوه أكارم العراق في مشاهد الأسر و الإذلال من مهد الأنبياء و مهبط الرسالات أصل الحضارة و الكتابة و القانون ، تنقلها عدسات ألة الألم القطرية الإعلامية في مشاهد مذلة و مهينة تقتل المروءة و النخوة و تستفز الكرمة و المشاعر في كل حر أبي طيلة ساعات و أيام و أشهر و أعوام ، حينما تدفع قطر من نافذة تخريبها لشعوب الجزيرة " الجزيرة " بأفضل مالديها من محللين و مدجنين للعقول ، وهي تجوب أصقاع المعمورة المنتشرة فيها بحثا عن رأي يؤازرها او موقف يفك ربقتها و يخرجها من عاقبة تدبيرها ، أنذكر تلك الآلة الإعلامية الضخمة بخرائطها و مراسليها و مقدمي و مقدمات برامجها و عدساتها التي تلتقط دبة النمل و مسام الجلد و بويصلات الشعر، و هي تسلط تسليطا على شعوب مسلط عليها أصلا من حكامها و حاكمي حكامها من دول الغزو و الهيمنة ، لتصبح تلك الأوطان خبرا بعد عين حكاما و محكومين طرائق قددا و ملل عددا ، شعوبها (شيوخ و نساء و أطفال ) هائمون على وجوههم في بلدان شتى ، حين يحبس حكام قطر و من بعدهم صحفيوا شبكة الجزيرة أنفاسهم في انتظار أنباء الغيث و الفرج و ما ستسفر عنه مبادرات الأشقاء و الأصدقاء ، و تتلقف شبكة الجزيرة كل تصريح قادم من بعيد تمحصه و تفحصه عله نواة الفرج و الغيث المنتظر ، أتذكر طوابير للاجئين العراقيين على الحدود الأردنية و السورية و التركية و طوابير أخرى من الليبين على حدود تونس و على ضفاف جزيرة " لا مبيدوزا الإيطالية " يصرخون هل من مغيث ؟ ، ولن يغادر مخيلتي أبدا نساء الشام و أطفال سورية الوديعة الآمنة الجميلة الخضراء المبتسمة ، وهم متناثرين على جادات الطرق في أوروبا محشورين في أقفاص قطارات الترحيل القسري يتساقطون في البحار و المحيطات و يتدافعون أمام الاسلاك الشائكة و السياجات المانعة العازلة ، حينما يتكلم مفاعل الجزيرة الإعلامي عن قطر و أميرها و أجوائها و موانئها و مطاراتها ، و برصها و إتماناتها و ودائعها و أسهمها و شركاتها القابضة و تأميناتها و مخزونها الغذائي و المائي و الدوائي و أحتياطها المالي ، أتذكر كم ضيعت قطر و شبكتها الإعلامية و هدرت بفعل آلتها التحريضية و التضليلية من أموال البلدان العربية المنكوبة اليوم في غذائها و أمنها و أستقرارها وتشريد أسرها المفجوعة وهدم حضاراتها و سروحها الآمنة بفعل التآمر و التمويل القادم من الدوحة ، حينما تبدأ عدسة الجزيرة ببث معاناة الأسر القطرية المتضررة من لم الشمل جراء قرار العزل الخليجي و المقاطعة الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية ، أتذكر كم تفكك من الأسر العراقية و الليبة و السورية و المصرية ، وكم عربية أصيلة نقية عفيفة ساحت على وجهها في أرض الله الواسعة ، من جبلي الشيخ و قاسيون في قلب دمشق في أقصى المشرق العربي الى جبال " كديت الجلد " في أخر نقطة من " تيرس الزمور أقصى شمال في موريتانيا تستجدي العيش و الأمن و الأمان ، حينما أشاهد أنا عقارب الزمن تعود بنا إلى البدايات و تحديدا الى بداية التكالب على الثور الأبيض في العراق و حصاره و إعدامه و أكله ، أتذكر الشبخ زايد رحمه الله وكرمه و أتذكر من بين ما أذكر أن الله يمهل و لا يهمل ، و أن حكام قطر و آلتهم الإعلامية الترهيبية و التدميرية ، يشربون اليوم من كأس لطالما جرعوها لغيرهم من الأقطار سما زعاعا تآمرا و غدرا ، و أتذكر أيضا أن " البر لا يبلى و الذنب لا ينسى و الديان لايموت إعمل ما شئت كما تدين تدان " .
لست معنيا بسياسات النظام و لا بصواب أو خطا قطع العلاقة مع قطر ولا بالدفاع عنه ، كما أنني لست طرفا في حرب الأشقاء في الخليج و إن كنت أعلم أنها إذا استعرت ستدمي كثيرا و تدوم طويلا ، و ما أنباء بكر و ربيعة و وائل و كليب عنا ببعيد ، لكنني أجد نفسي معنيا بكل صرخة تصرخها أم عربية أو طفل من الخليج الى المحيط منتصرا لهم دون تردد أو مواربة ، و أجدني أتألم أكثر للأم العربية المحطمة كمدا على فلذة كبدها المفقود و المشرد ، أو بعلها الهامد جثة بين ناظريها أو بقية أشلاء فتياتها الممزوجة برمل الهدم و المخضبة بدماء الشهداء الابرياء ، و أكثر ما آلمني في كل هذا و ذاك صور قهر الرجال و إذلال الكرام ، أنا لا أحب دموع الرجال و لاهدم الأوطان ..... أنا مع وطني و شعبي أولا .