إنها اعتي قلاع العنصرية العصية و المحرمة على أصحاب البشرة السمراء هي مثال صارخ على إقصاء شاء القدر أن يطال لحراطين في جريمة متكاملة الأركان ضد الشرف و الإخاء و العدالة سيسجلها التاريخ و للمصادفة ضد مجهول و لكنها و للمفارقة لن تسقط بالتقادم شاشة الموريتانية تحولت و بسبق إصرار كل من مر من هناك إلى حصن منيع أوصدت أبوابه في وجه كل عندليب اسمر أعياه التحصل العلمي و هام مثقل بإرث تاريخي يأبى أن يندثر و كل مليحة سمراء لم يشفع لحسنها تعلمها و خيب ماضيها أمال حاضرها و خانها من بين أمور أخرى اسمها أو اسم أبيها أو هما معا , نحس يتعس حظها , لم يشفع له و لا لها في خانة الجنسية : موريتاني , موريتانية و لا استيفاء الشروط العلمية و الكمالية فالقناة الأولي ليست لمواطني الدرجة الثانية في حين غاب سهمهم عندما غيبوا قسرا و ظلما عن و من قسمة ضيزى للقناة الثانية إن مجرد القيام بعملية حسابية ذهنية مجردة و محايدة و منصفة سيتبين من خلالها كم هو ضئيل جدا تواجد أبناء و بنات لحراطين من بين مقدمي برامج و نشرات القناة الرسمية , هذا الانطباع الأولي لفرز تلك النتائج لن يكون مفاجأ بقدر ما سيكون صادما و فاجعا كونه سيطيح بكل صرح وهمي من التقدير لهذه القناة قد يكون شيد في لاوعي أي منا خلسة و يحول في عملية مسخ كل احترام لهذه المؤسسة الرسمية صاحبة الخدمة العمومية المغشوشة إلى رماد لا يستحق التكريم سوى على الطريقة الهندوسية في تخليد الأموات كما أن القيام بعملية الجرد تلك لا محالة سيفضي إلى تجريد قناة الموريتانية من تسميتها و عليه و بكل مرارة و جب لزوما التنويه بتحفظي الشخصي و نيابة عن الضمير الجمعي على تلك التسمية لقناة رسمية ترسم العنصرية و تدنس رمزية اسم الوطن و فخره لقد درجت قناة " الأبرتايد " و أمعنت في تكريس صور نمطية موغلة في هتك أعراض لحراطين و غاية في امتهان إنسانيتهم في استلهام مشين مهين لكرامتهم على نمط العروض التي حفلت بها حدائق الحيوان البشرية أو ما كان يعرف بمعرض الأعراق التي عرفتها أوروبا في نهايات القرن التاسع عشر و النصف الأول من القرن العشرين عندما كان الضمير الإنساني يغط في نوم عميق بفعل تأثير وحشية العقلية الاستعمارية و سيطرتها آنذاك على العالم الحر اليوم لقد تحررت موريتانيا منذ الاستقلال حتى اليوم من نظام تلو الأخر على قاعدة ( كلما جاءت امة ... ) و لكن لم يكلف احد نفسه عناء القيام بالواجب و تعرية سوءة مؤسسة عمومية منذ ولادتها تكرس الإقصاء و تروج له و تجعل منه أمرا مستساغا عند الخاصة قبل العامة . إن تصحيح هذا الاختلال الفاضح مسؤولية لا يتنصل منها مسؤول كونها تفاقم شرخا مجتمعيا سيصعب جبره مع مرور الوقت فقد تضخم حتى صار من الوقاحة حد أن يثير حس الملاحظة لدى الصغار بينما هو مثير اشمئزاز مزمن و تندر عند الكبار و وصمة عار تلطخ علنا و على رؤوس الأشهاد سمعة وطن بإرادة و إدارة مواطن (ة ) مأجور و مؤتمن اتجاه وطن إن نصيحتي لكل الإدارات المتعاقبة على هذه القناة هي التوبة قبل الغرغرة مما اقترفت الأنفس الأمارة في حق الوطن و أبناء شريحة لحراطين الذين غيبتهم لصالح القرابة و النزوة و على حساب الوحدة الوطنية التي صارت صنم يراد للحراطين تقديسه بل و السجود عند قدميه و تلاوة تراتيله عند كل حادثة شاردة أو تافهة .... يتواصل
بقلم خونه ولد إسلمو