تابعنا في خطبة الجمعة الموافق 12 ديسمبر خطاب السيد احمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن الشاغل لمنصب مفتي ديار الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بعد أن أعلنت لنا الحكومة الموريتانية، ان خطبة الجمعة أصبحت موحدة ومكتوبة من طرفها ومكرسة لمكافحة العبودية وأثارها، قبل ان تقرأ علي المنابر، لكن سمعنا في خطبته الملئي بالأكاذيب والتلفيق والمغالطات والتهجم الضمني والصريح علي ضحايا العبودية، وكذا التهجم الضمني علي الحقوقيين، ما يؤكد لنا ان النبرة والنزعة العدوانية الاسترقاقية والعنصرية والتكفيرية لهذا الرجل مالك العبيد واقطاعات العبيد والممارس للاستعباد والمؤسلم له مازال متماديا في ذر الرماد في العيون، وبث الفرقة وإثارة النعرات والكراهية بين فئات المجتمع الموريتاني.
فإن هذا الرجل الذي سبق له ان كفر الحقوقيين ومن ورائهم جميع شريحة لحراطين وإخراجهم من الملة، وأفتي بسفك دمائهم، هاهو اليوم يحمل ضحايا العبودية والمناهضين للعبودية مسؤولية وجود العبودية، ويصفهم بالتضمين والتصريح بالجهلاء والمارقين من الدين، ويقول بوضوح ان لامناص لهم للخروج من قهر العبودية إلا إذا أصبحوا علماء ومؤمنين علي حد قوله، وهو ما يتضمن انه لا يعترف بإسلامهم ولا بإيمانهم.
فما سمعنا مفتي الجمهورية الإسلامية الموريتانية قال إلا ما كان يقوله من تزلف للسلطة الحاكمة وانحياز لفئة الاستعباديين المتمادين في ملك البشر وقهره، فمتى كان في شريعة الله تبارك وتعالي أو في شرائع البشر شرط لإنصاف الإنسان أو العدل اتجاهه ان يكون عالما بعلم ما، أو بدين ما، ومتى كان علم النخاسة وبيع العبيد واخصائهم واغتصاب نسائهم والسطو علي أموالهم وميراثهم، متى كان هذا علم المسلمين، ومتى كان هذا علم المجتمعات أو الدول العادلة، ومتى كان الاسترقاقيون المكابرين والضالعين باللفظ او الفعل في التفرقة او العنصرية والتكفير، متى كانوا هم من يتولي توجيهات الناس في مرحلة استثنائية كهذه، نعني بالقضاء علي العبودية.
فو الله لن نستسلم لهذا النوع من الخطب والاستفزازات والمغالطات، وان كانت حكومة محمد ولد عبد العزيز بهذه الخطبة تعبر عن كفاحها ضد الرق، فهاهو مفتيهم يتعهد في خطبته بمجابهتنا ومحاربتنا كما يقول، ويصفنا بأعداء البلد ودعاة الفتنة، فلقد تأكدنا ان الخطبة المحررة من طرف الحكومة التي توصلنا لنسخة منها والتي استحسناها باعتبارها خطوة نحو الأفضل. ولكننا تأكدنا من حرص المفتي ولد حبي الرحمن تجنب ذكر شرط كلمة من هذه الخطبة الرسمية وتسرعه الي محاولة هدم ما حاولت الخطبة الرسمية ان تبدأ في بنائه.
نهيب بجميع المناضلين من اجل الحرية والانعتاق، ونهيب بجميع المواطنين الموريتانيين مهما كانت فئاتهم او ألوانهم او لغاتهم ان يتحدوا لهذه الحملة الظالمة الفتاكة المعادية لبقاء الدولة الموريتانية التي دشنها هذا المفتي مفتي الاسترقاق، ولكن بالوسائل السلمية والقانونية والشرعية في منابر المساجد وصفحات الجرائد وشاشات التلفزيونات وأمواج الإذاعات وفي البيوت ومحال العمل.
وهذه كلمة اقترفتها الحكومة الموريتانية ان خطبة الجمعة موحدة وان فحواها يعني بمحاربة الاسترقاق، فليست خطبة المفتي إمام الجامع الكبير موحدة مع باقي الخطب وليس فحواها إلا نكرانا للعبودية وتحميل ووجودها للضحايا والحقوقيين مع نبرته المعهودة بالتكفير والتخوين والاستعلاء.
وفي الأخير نشيد بالرأيين العامين الدولي والوطني علي تجنب مفتي الديار الموريتانية وأئمة آخرين كثر خلال خطبتهم للجمعة هذه.
بيرام ولد الداه ولد اعبيد سجن روصو
الجمعة 12 ديسمبر 2014