
من الخطر على المجتمع والفرد التناقضات السلوكية كما نلاحظ ذلك عند بعض المتدينين الذين يعتزون بإنتسابهم للإسلام وإلتزامهم الجزئي بأحكامه وتطبيقهم لبعض تعاليمه وقد يصفون غيرهم بالتقصير لكنهم لا يقدمون للمجتمع المثل الطيب للإسلام ولا يقدمون النموذج الصحيح لشرع الله تعالى فهذه التناقضات السلوكية نعطي مثالا ونموذجا عليها ليكون القاريء على بصيرة مما نتحدث عنه فهذه التناقضات السلوكية مثل المحافظة على أداء العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وصيام والمواظبة على القيام بها وإعلانها أمام الناس بل والإفتخار بها والتباهي في التمسك بها والحرص على الإتصاف بألقابها لكن يقتصر عليها فقط ويطلق العنان وراءها ولا يجد حرجا في أن يسير وراء شهواته وغرائزه وأن يتبع الشيطان وحزبه في إرتكاب المحرمات وتجاوز المقدسات الدينية فإذا قضى وطره و حان وقت العبادة لبس جلبابها وأرتدى رداءها وغرق في مظاهرها وكأن الإسلام ثوب يلبس في المناسبات ويخلع بعدها فيكون هذا التناقض السلوكي و الخلقي سخرية للشيطان فيصاب بإزدواجية الشخصية وإنفصام الذات وهذا مانبه عليه القرآن الكريم قال تعالى <ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن إتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير > البقرة الآية 120 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده و المهاجرمن هاجر مانهى الله عنه ورسوله المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم رواه البخاري ومسلم وأحمد وذكره السيوطي في جامعه وفي فيض القدير بروايات متعددة وخلاصة الكلام فالإسلام ليس مجرد شعار ولقب ولا يقتصر على العبادات والفرائض فقط بل المسلم الحقيقي هو الذي يرده إسلامه عن الظلم والعدوان وسوء الخلق ويجتنب ما نهى الله عنه من المحظورات والمفاسد ثم يدفعه إيمانه إلى الحفاظ على أموال الآخرين وأعراضهم ودمائهم ويحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسهالإسلام إيمان بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح والإلتزام في مختلف جوانب الحياة وشكراللقارىء الكريم