سمعت ذات مساء ضبابي بشتاء1992 في بلجيكا الاستاذ مصطفى السالك ولد احمد ابراهيم وهو خبير بل من الرعيل الأول من خبراء المالية في موريتانيا يتحدث عن واقعة غريبة حصلت له حين كان مديرا للحسابات والميزانية العامة في سبعينيات القرن الماضي...ومفادها انه وجد في بريده رسالة من الرئاسة مصحوبة بشيك من بنك اجنبي بقيمة 4 مليون دولار امريكي باسم شخص يدعى مختار ولد داداه ...وقد وقع الشيك شخص آخر يدعى موبوتو سيسيكو !
استغرب المدير ان تأتيه في بريده الرسمي شيكات لأشخاص فالقانون لا يسمح له باستلام شيكات او سندات شخصية فقام بوضع الشيك في مظروفه واتصل بالسيد محمد على شريف الكاتب العام للرئاسة وقال له : هذا امر شخصي وليس من صلاحياتي التعامل مع اموال الناس فنص القانون واضح وبين ...فضحك الكاتب العام للرئاسة وقال له كلنا حاولنا مع الرئيس ان لا يتنازل عن الهبات الشخصية التي يتلقاها من الرؤساء الاغنياء ولم يقبل فهو يعتبر ان اي هبة لشخصه هي هبة لموريتانيا ولولا المنصب لما تعرفوا عليه ووهبوه اموالهم !
قال له المدير : اذن في هذه الحالة لا بد ان يوقع الرئيس على ظهر الشيك !
وذهب المدير للرئاسة ...وعاد بالشيك الموقع على ظهره وادخل المبلغ المذكور في حساب خاص للدولة وهو الحساب الذي تم به تمويل بناء وتجهيز المدرسة العليا للاساتذة !
هل تعرفون قيمة المدرسة العليا للاساتذة ؟
هل تعرفون انه بفضلها استطاعت موريتانيا تكوين اجيال من الاساتذة في كل العلوم ...وبفضلها استظعنا ان نصل لما وصلنا اليه !
المدير المذكور موجود وحي يرزق ...وغيره من الشهود بما فيهم المدرسة نفسها
لا يضر مختار بعد ذلك قول مكابر او جحود ...فوطنية الرجل ثابتة وموثقة شاء من شاء وابى من ابى !