زيارة الذين راحوا اقل ثمارها التواضع... والانتباه من الغفلة /ذ. محمد أمين

خميس, 2017-03-02 18:56

يوم أمس كان عندي متسع من الوقت فقررت زيارة قبر الشيخ التراد الراقد من نيف وسبعين سنة في سمبديون بداكار.
 عند البوابة كان هناك قبر رخامي لبلير دياجن وقد سبق وتحدثت عن سبب وجوده خارج المقبرة وكيف شُيد السور دونه!
 دلفت من البوابة فإذا بالزعيم الأمين غي الذي شغل الدنيا وألهب حماس كل افريقيا ...ثم تتالت مفاخر الأجداث... امام كوناكري الشهير.. يواجه حفيد الساموري المعظم... وفِي لحظات عجيبة لاحظت ان موج 
البحر كان يناغي المكان محدثا صوتا عجيبا بين الهمس والهدير.
سبحان الله هذا محمد ابن عبد المالك ...وعلى مقربة منه القاسم ولد سيدي جعفر...رفقة الحياة والممات.... فتلوت عليهما الفاتحة وزرتهما..وواصلت المشي فإذا ببيت ابيض مسقوف يسكنه شخص من موريتانيا... فسألته عن قبر الشيخ التراد فقال لي ها هو أمامك ويبدو انه حفيد الفقيد وأخبرني بكثير من أفضال المكان.
كانت على جنبات المقبرة أشجار دوم أو تيدوم متفرقة في شموخ على المشهد  وكانت طيور سود تتحلق عليها وساورني شعور غير مسبوق بلحظية الحياة وبهشاشتها وبعبثبتها .

زيارة الذين راحوا اقل ثمارها التواضع... والانتباه من الغفلة...