تجكجه, 02/03/2017 - تقرير/محمد ولد سيدي
يشكل الماء عصب الحياة، تلك مقولة تعتبر من نافلة القول حيث خلق المولى جل وعلا كل شيئ من الماء.
ولعل هذه المسلمة الخالدة هي ما حدت بالسلطات العمومية في السنوات الأخيرة إلى أن تجعل مسألة توفيرالماء الشروب قضية محورية في كافة برامجها التنموية من خلال ضخ مبالغ هائلة من ميزانية الدولة في قطاع المياه والصرف الصحي من أجل تحقيق هذا الهدف.
ولئن كانت هذه الارادة الجادة تعترضها بعض الصعوبات نتيجة ندرة المياه والملوحة فإن الدولة انجزت حتى الان العديد من المشاريع التنموية الكبيرة، شملت جذب المياه من بوحشيشة وأظهر وبنشاب فضلا عن البحيرات البعيدة عن السكان والتي يتطلب جذبها مد الأنابيب لأكثر من مسافة، سعيا إلى التحسين والرفع من المستوى المعيشي للمواطنين.
ولم تكن ولاية تكانت أفضل من نظيراتها، فنقاط المياه الصالحة للشرب محدودة ومتباعدة بإستثناء منطقة تامورت أنعاج.
ومن أجل معرفة طبيعة المياه في هذه الولاية أكد المديرالجهوي لوزارة المياه والصرف الصحي السيد محمد ولد الكوري أن ندرة المياه في تكانت لم تثن الحكومة الموريتانية عن البحث الجاد من أجل توفير الماء للمواطنين من خلال تنفيذ العديد من المشاريع المائية تضمنت 529 نقطة مائية منها 333 نقطة في المجرية و 164 في تجكجة و32 في مقاطعة تيشيت هذه النقاط من ضمنها 60 بئرا ارتوازية 16 منها تعمل بالطاقة الكهربائية وهي المزودة لعواصم المقاطعات الثلاث في الولاية: تجكجة والمجرية وتشيت.
وأضاف أن هذه الأنابيب تسير من طرف الشركة الوطنية للماء وتستفيد ساكنة مدينة تجكجة وحدها من 9آبار تصل طاقتها الإجمالية 15120 مترا مكعبا يوميا بينما تعمل
44 بئرا ارتوازية أخرى بالطاقة الشمسية ويتولى المكتب الوطني لخدمات الماء في الوسط الريفي تسييرها.
كما تم انجاز 10 آبار خلال السنة الماضية في كل من بلدية تجكجة والسدود لتنضاف الى الرقم الأصلي كما تمت توسعة شبكة مياه تجكجة بالإضافة الى إنشاء شبكة مياه لحويطات و تقوية شبكة أكفان واستكمال بناء خزان مياه في المجرية.
وقال السيد المدير إن الأعمال جارية الآن في شبكة واد الخير وتوسعة شبكة انبيكة بالإضافة الى شبكة انمادي في أقريجيت.
وفيما يتعلق بالصرف الصحي في الولاية أكد السيد المدير أنه تم في هذا المجال بناء 4688 مرحاضا وذلك بعد نجاح مقاربة الصرف الصحي المدار من طرف المجموعات المحلية والممول من طرف صندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والذي يهدف الى القضاء على ظاهرة التبرز في العراء في الوسط الريفي في ولايتي اترارزه ولبراكنه.
وأوضح أن هذه التجربة طبقت في ولاية تكانت عن طريق طاقم يتألف من منسق جهوي
وأربعة أشخاص مسهلين بالإضافة الى لجنة جهوية للاشراف والمتابعة وقد نجحت هذه المقاربة وتم في هذا الإطار توزيع 1500 كيس من مستلزمات النظافة وإنشاء 21 توصيلة ماء في بعض المراكزالصحية في الولاية وبناء 28 مرحاضا في بعض المراكز الصحية بالولاية بالتعاون مع اليونيسف.
وأشارالسيد المدير إلى أن هناك بعض البرامج المستقبلية ستشمل إمداد مدينة تجكجة والمناطق المحاذية بمياه منطقة أوكار والتي بدأت الدولة في تنفيذها وهو مشروع قابل للتمديد بالإضافة الى البحث عن نقاط مياه تغذي المنطقة الشمالية عن طريق حفر آبار في أمدران ووادي الرق التي تمت دراستها كما أن هنالك دراسة تزويد منطقة البيجوج بمياء صالحة للشرب عن طريق منطقة أزيف.
وعلى الرغم من أن هناك مشاريع تنفذ حاليا عن طريق النفاذ الشامل في قرى أران وأدي لكشور وعريظ وأحسي ول محي فثمة نواقص تنتظرالحل كندرة المياه وعدم ترشيدها نتيجة ظاهرة التقري العشوائي التي تعتبرالمعوق الأساس للتنمية في هذا البلد.